النعيم نيوز _ خاص
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، بأن الجزائر أصبحت تشكل مصدر قلق حقيقي لإسرائيل والمغرب بسبب اقترابها من محور المقاومة وعلى رأسه روسيا والصين وإيران، وقيادتها لحملات ضد الكيان الصهيوني في أروقة الاتحاد الافريقي، وذلك أثناء زيارته للمغرب التي طبعت مؤخرا مع إسرائيل.
فأعلن لابيد العداء الواضح للجزائر والقلق منها، قائلا: “نحن نتشارك القلق مع المغرب بشأن دولة الجزائر التي باتت أكثر قرباً من إيران وهي تقوم حاليا بشنّ حملة ضد انضمام إسرائيل الى الاتحاد الافريقي بصفة مراقب”.
أسباب القلق الإسرائيلي_المغربي من الجزائر
أعلنت الجزائر أنها ستقف في وجه كل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني في دول المغرب العربي، وأنها لن تقبل بدخول الكيان الى الاتحاد الافريقي، فقامت بالاتفاق مع 13 دولة افريقية وعربية طرد الكيان الصهيوني نهائيا من الاتحاد الافريقي، حفاظا على مبادئ الاتحاد الافريقي ودعم القضية الفلسطينية.
والدول هي: جنوب إفريقيا، تونس، أرتريا، السنغال، تنزانيا، النيجر، جزر القمر، الغابون، نيجيريا، زمبابوي، ليبيريا، مالي، السيشل.
كما أكدت الجزائر تصديها لأي محاولة من قبل الكيان الصهيوني باختراق الاتحاد دون استشارة الدول الأعضاء، مشيرة إلى أن قبول انضمام إسرائيل الى الاتحاد يهدف الى ضرب الجزائر واستقراره، وتفعيل سياسة التمدد الصهيوني في القارة الافريقية التي تهدد مصالح الدول وأمنها وأمن شعوبها.
دور الجزائر في إحباط مشاريع “التطبيع”
عملت الجزائر على تطوير علاقاتها مع حلفائها في المنطقة، وكل من يعادي إسرائيل ويقف في وجه مخططاتها ومشاريعها، وأولهم إيران التي تعتبر التهديد الأكبر لإسرائيل، كما قطعت جميع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، كردّ رسمي على الاستفزازات الصهيونية-المغربية الأخيرة والمتمثلة في محاولة سفير المغرب في الأمم المتحدة تمرير ورقة على هامش اجتماع مجلس الأمن تقترح ضرورة النظر في إمكانية منح بعض الحركات الانفصالية في داخل الجزائر، حق تقرير المصير والانفصال على الدولة.
وأثار قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب واغلاق الحدود بين البلدين موجة من الاهتمام، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة اليوم من تحولات وتغييرات كثيرة، إضافة الى حالة عدم الاستقرار السياسي في الدول المجاورة للجزائر خاصة في تونس وليبيا.
تورط المغرب والكيان الصهيوني في أحداث الجزَائر الأخيرة
أبرز مظاهر التدخل المغربي-الصهيوني العلني في الشؤون الداخلية الجزائرية، الأحداث الأخيرة في الجزائر والمتمثلة في الحرائق التي أتت على غابات منطقة “تيزي وزو” وهي تابعة لمنطقة القبائل الامازيغ في شرق العاصمة الجّزائر (المعروف عنهم معارضتهم للسلطة الحاكمة).
فاعتبر النظام الجزائري هذه الأحداث محاولة منسقة بين المخابرات الفرنسية التي تحارب النظام في الجزائر من جهة، والمغرب والكيان الصهيوني وخاصة الموساد الإسرائيلي من جهة أخرى، وخاصة أن هناك من يقول بأنّ (التنسيق بين المغرب والموساد أصبح مكشوفا الآن في منطقة المغرب العربي خاصة بعد اعلان المغرب التطبيع العلني مع الكيان، فأصبحت المغرب تمثل اليوم مركز أساسي للموساد في المنطقة)، والذي يتدخل لتأليب الرأي العام الامازيغي.
كما قاد الموساد بخطة باءت بالفشل، تمثلت في التخريب الصحي بأزمة وباء كورونا من خلال أياد داخلية تمثلت في أزمة نفاذ الأوكسجين والتي حاول البعض استغلالها للتصويب على فشل الحكومة في مواجهة تداعيات انتشار الوباء.
كما جاء بعدها عمليات التعبئة للعناصر التابعة للمشروع المتواجدة والمنتشرة بين أوساط الجالية الجزائرية بفرنسا لإرسال مركّزات الأوكسجين في محاولة للقول بأن الدولة فاشلة وأن التضامن بين”أفراد الشعب القبائلي” يجب تثمينه وتسجيل هذه الخصوصية، التي ستجعل مطلب الانفصال أو التسيير الذاتي واجهة.
دور “إسرائيل” التحريضي في ضرب العلاقات بين الجزَائر والمغرب
الصراع المغربي-الجزائري حول ملف الصحراء الغربية ليس جديدا، بل هو خلاف تاريخي يمتدّ الى ما قبل اندلاع الحرب بين المغرب وجبهة البوليساريو في سبعينات القرن الماضي.
ولكن الجديد اليوم، هو دخول إسرائيل بينهما ومحاولتها إعادة تحريك المغرب لملف الخلافات الثنائية من بوابة التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر- بدعم صهيوني علني- وذلك بإعلان المساندة والدعم لبعض الحركات الانفصالية في الجزائر (حركتي ماك ورشاد) المعروفة بولائها لفرنسا وجهات خارجية أخرى وعلى رأسها المغرب والكيان الصهيوني.
تقوية علاقات الجزائر مع محور المقاومة
تخطو السياسة الجزائرية من خلال “دبلوماسية الردع” التي تنتهجها خطوات مهمة نحو مواجهة مسار التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني سواء مع المغرب والذي يبدو انه بدأ يأخذ مسارا خطيرا لاستهداف الجزائر وتونس وبقية دول منطقة المغرب العربي، أو من خلال الضغوط التي تتعرض لها من قبل القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
ومن أجل الوقوف في وجه سياسات الهيمنة والسيطرة الغربية والأمريكية والكيان الصهيوني، اتجهت الجزائر الى تفعيل علاقاتها مع حلفائها المؤثرين على الساحة الدولية وعلى رأسهم الصين وروسيا وإيران، وظهرت هذه الخطوات جليّا مع عودة من يطلق عليه في الجزائر لقب “عراب تسوية بؤر التوتر الإقليمية”، وهو وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الذي وضع بصمته الأولى من خلال الاتصالات المفتوحة والمتنوعة مع مختلف العواصم خاصة طهران وبكين وموسكو.
ثم مشاركة رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن في حفل تنصيب الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي رئيسا للجمهورية الإسلامية، والذي أشار من طهران إلى أهمية العلاقات الثنائية بين الجزائر وإيران والثناء على تعاطف الرئيس الإيراني مع الشعب الجزائري، قائلا: “الجزائر قدمت في سبيل مقارعة الاستكبار أكثر من مليون و500 ألف شهيد”. مؤكدا أن بلاده “وضعت سياساتها المبدئية على حماية الشعوب المضطهدة في العالم”، لافتا إلى أن “التحدي في الجزائر اليوم هو التفوق على المشاكل الاقتصادية وبذل الجهود الهادفة إلى توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية مع سائر البلدان، وهو أساس رغبة المسؤولين الجزائريين في تنمية الأواصر مع إيران”.
كما يبدو أيضا أن مشروع طريق الحرير الصيني، للجزائر نصيب فيه، فهي تعمل على توطيد العلاقات مع الصين للوصول الى تحقيق ذلك.
موقف الجزائِر “الثابت” من القضية الفلسطينية
استمرت السياسة الجزائرية، على عهدها تتعامل مع القضية الفلسطينية بنفس منطق المواجهة لمشاريع التهويد والتشويه للمقدسات والسلب لحقوق الشعب الفلسطيني، متمسكة بشعار كان قد أطلقه الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين: “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.
فالطبيعي أن الجزائر التي قدمت المليون ونصف شهيد، أن ترفض وبشكل قطعي تواجد الكيان الصهيوني في منطقة المغرب العربي، والاعتراف به كدولة أو حتى السماح لشعوب هذه الدول بالتعامل معه.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية