اخبار اسلامية
أخر الأخبار

‘بإمامة الشيخ زهير التميمي‘.. خطبتا صلاة الجمعة في خانقين

أقيمت صلاة الجمعة، بمسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى (ع) في خانقين/منطقة علي مراد، بإمامة الشيخ زهير التميمي.

 

وقال الشيخ التميمي، خلال الخطبة الأولى والتي كانت بعنوان: الإمام المهدي (عج) أمل الأمة وأمانها، وتابعتها “النعيم نيوز”، إن “موضوع خروج الإمام المهدي المنتظر (عج) له موقعيته الهامة في النصوص الدينية، فقد روى أحاديثه عن رسول الله أكثر من ستة وعشرين صحابياً، وخرّج تلك الأحاديث جماعة كثيرون من الأئمة في الصحاح والسنن والمعاجم والمسانيد وغيرها، يزيدون على ثمانية وثلاثين عالماً ومحدّثاً.

كما أفرد عدد من العلماء ينوفون على العشرة كتباً ومصنفات خاصة حول الموضوع، وهذا كله ضمن مذاهب أهل السنة والجماعة، حسبما ذكره الشيخ عبد المحسن العباد في بحثه في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وفي إطار مذهب الشيعة هناك أضعاف مضاعفة من الجهود التي تصب في هذا الاتجاه.

وذلك يدل على أهمية القضية في الفكر الإسلامي، فلابد وأن تطرح في أوساط الأمة بمستوى يتناسب مع أهميتها الدينية، لتكون حاضرة في أذهان الجيل المسلم المعاصر، وغير محصورة في نطاق أهل العلم والحديث، أو مصبوغة بصبغة مذهب معين فقط.

فمن الملاحظ أن أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام يتميزون بإحياء هذه القضية والاحتفاء بها على المستوى الشعبي، بينما هي شبه مغيبة في أوساط بقية جماهير الأمة، حتى كاد بعضهم أن يتصورها قضية خاصة بمذهب الشيعة، في حال أنها محل إجماع ووفاق بين جميع المذاهب الإسلامية.

وليس مطلوباً أن يتوافق أسلوب الإحياء والاهتمام بهذه القضية بين المذاهب، فلكل طريقته التي يراها مناسبة لمرئياته الشرعية وظروفه الاجتماعية، لكن المطلوب هو حضور هذه القضية وطرحها علمياً وفكرياً وإعلامياً في أوساط جماهير الأمة بمختلف مذاهبها.

ولأنها قضية متفق عليها في أصلها فإن انتشارها يؤكد حالة التوافق والاشتراك بغض النظر عن اختلاف التفاصيل والجزئيات، كالاختلاف في أنه من نسل الحسن كما يقول بعض علماء السنة؟ أو من نسل الحسين كما يجمع علماء الشيعة وبعض أهل السنة؟ وكذلك الاختلاف في اسم أبيه هل هو الحسن أو عبد الله؟ والاختلاف في ولادته هل ولد أم يولد في آخر الزمان؟.

إن الاختلاف حول بعض التفاصيل موجود بين علماء المسلمين في أغلب القضايا الدينية بدءاً من صفات الخالق جلا وعلا إلى أحكام الصلاة والوضوء، ولا يضر ذلك مع الاتفاق على أصل الموضوع، وعسى أن تتوفر الأجواء المناسبة لحوارات علمية موضوعية معمقة بين علماء الأمة، حول موارد الاختلاف في الفكر والفقه الإسلامي.

وهناك داع مهم لإحياء قضية الإمام المهدي (عج) في أوساط الأمة وخاصة في هذا العصر لما توفره هذه القضية من زخم روحي، في نفوس المسلمين، حيث تلهمهم الأمل و تشيع في قلوبهم الثقة بالنصر، وتحفزهم للتطلع لاستعادة مجد الإسلام وقيام حضارته العالمية، حيث تؤكد الأحاديث المتواترة ذلك، كقولـه : «لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، ثم يخرج رجل من عترتي، أو من أهل بيتي يملؤها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً».

الانتظار أمل وعمل ورسالة

 

قضية الإمام المهدي (عج) التي تسالم المسلمون على ثبوتها عن رسول الله (ص وآله) للأحاديث الواردة، التي لم تقتصر على مذهب دون آخر، بل انه يمكن القول بكل ثقة: أنه ليست هناك قضية وردت فيها أحاديث وروايات متواترة بعضها لفظاً، وبعضها تواتراً في المعنى، بمستوى هذه القضية وذلك لأن أهم أفاق هذه القضية أنها تعزز الأمل في نفس الإنسان المؤمن، مهما أدلهمت الخطوب، وقست الأوضاع واشتدت الفتن يبقى المسلم يعيش الأمل والتطلع والثقة بالمستقبل، ولا شك أن لهذه المعاني أثراً كبيراً في نفس الإنسان وسلوكه، فحينما تحيط به المشاكل على الصعيد الفردي، أو على الصعيد الجمعي، فإن هذه المشاكل في بعض الأحيان تحدث أزمة في داخل نفس الإنسان، فيفقد الأمل، ويسيطر عليه اليأس والإحباط، وحين يسيطر اليأس والإحباط على نفس الإنسان الفرد، أو تسود أجواء اليأس والإحباط في أجواء المجتمع، فإن ذلك يؤدي إلى سلوك مأزوم، وقد يؤدي إلى الهروب أو الانتحار.

إن الفرد الذي يواجه مشكلة ولا يرى أمامه ضوءً في آخر النفق قد يفكر بالانتحار، أو يشعره ذلك بالاكتئاب، وقد يصيبه بالعقد النفسية المختلفة ويدفعه إلى الانتقام ممن حوله، وهذا معروف لدى علماء النفس، ويبحثونه في علوم المجتمع، فحينما بحث العلماء في أسباب بعض الجرائم، وبعض المشاكل التي يقوم بها الأفراد، اتضح لهم حصول مثل هذه الأزمات في نفوسهم، وهكذا على مستوى المجتمعات، فالمجتمع الذي يرى نفسه أمام طريق مسدود تتخبط به المشاكل والأزمات، ولا يرى مخرجا منها، هذا الشعور قد يدفع المجتمع إلى التأزم, وإلى سلوك طريق خطأ.

إن هذه العقيدة (العقيدة بالإمام المهدي / انتظار الفرج) هي التي جعلت نفوس المؤمنين عبر الأجيال مطمئنة ومتمسكة بخط أهل البيت، برغم ما واجهوا من صعوبات، وما عانوه على مدى الزمن، سواء في ظل السلطات الأموية، أو في ظل الحكومة العباسية، أو غيرهما من الحكومات الأخرى الظالمة، التي واجه منها شيعة أهل البيت العناء والإبادة في بعض الأحيان، وواجهوا القمع في كثير من الأحيان.

ضرورة التمسك بنهج الاعتدال

 

ما الذي جعل هذه الطائفة وهؤلاء الأتباع يتمسكون بنهج الاعتدال والسلم، وبنهج التعقل بحكمة وهدوء؟.

إن من الأسباب الرئيسة هذه العقيدة (انتظار الفرج) التي لم تسمح بتحول المشاكل والأزمات إلى عقد في داخلهم، وإلى إحباط ويأس في نفوسهم.

هناك بعض الخطوط في داخل مدرسة أهل البيت لم تأخذ بهذه التوجيهات من الأئمة فكانت النتيجة ضعفا في التقدم والنمو.

ومسيرة الخوارج التي اتسمت بالشدة والعنف نرى كيف أنها لم تستطع الانتشار والتوسع في أرض الأمة، لكن منهج أهل البيت بما فيه من تعقل وحكمة، وبما فيه من أمل وتطلع، استطاع ان يواجه كل الضغوط، والمشاكل والأزمات، فرب أزمة تأتي فيظن البعض أن أتباع هذا المنهج لن تقوم لهم قائمة، ولكنهم يتجاوزون تلك الأزمات بقوة أكبر.

إن روح الأمل أمر مهم جداً، فهو روح الثقة بالله، وروح التطلع إلى المستقبل، هذا ما تعززه لنا فكرة انتظار الفرج، وكما ورد عن النبي أنه قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، فـ (أفضل الأعمال) بمعنى انه (عمل)، وهذا يوضح أن الانتظار ليس مجرد أمل، إنما هو برنامج عمل، وليس برنامج تقاعس.

أمل المستضعفين في الأرض … إمام العصر الحجة المهدي

في الخامس عشر من شهر شعبان المبارك ولادة الإمام الحجّة المهدي “عجل الله فرجه” ونحن أمام مسألة إسلاميّة يلتقي المسلمون بها، إلا وهي قيادة الأمّة لأنّ الإمام المهدي يأتي على أساس أنه إمام الأمّة، لإنقاذها كلّها، وهو لا يفرِّق بين موقع وآخر، يأتي”ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بالإسلام، كما مُلئت ظلماً وجوراً بالكفر. لذلك، ماذا نستوحي من الذكرى؟ هل يوحي بعضنا إلى بعض أننا لسنا مسؤولين عن تغيير العالم.

فالإمام الحجة “عليه السلام” هو المسؤول فقط ، هل نكّون أمّة تعيش الاسترخاء ولا تعيش مسؤوليتها أمام التحديات؟ هناك بعض الناس الذين يفكرون بهذه الطريقة، فيتحدثون بأن علينا أن ننتظر مكتوفي الأيدي، وأن لا يكون همنا هو رفع راية الإسلام! أو إن ليس لدينا وظيفة تجاه الدين والمجتمع في زمن غيبته، فهل صحيح أن القضية كذلك؟!هل أن الله جمّد دعوتنا إلى الإسلام طيلة هذه الأزمان؟ هل أن الله جمّد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل إصلاح الواقع؟.

ومن هنا لا بد أن نؤكد عقيدتنا بأئمتنا لأنّ النبي الأكرم محمد “صلى الله عليه وآله”، أخبرنا بذلك بطريقتين، كانت الأولى تتمثل بقوله “صلى الله عليه وآله”:” إنِّي تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا بعدي … كتاب الله، حبْلٌ ممدودٌ من السَّماء إلى الأرض، وعِترتي أهل بيتي، ولن يتفرَّقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ، فانظروا كيف تَخلُفوني فيهما”.

يتضح من الحديث النبوي هم أئمة أهل البيت “عليهم السلام” وليس كلّ من ينتسب إليه بقرابة، ولذلك إن النبي الأكرم محمد يؤكد بقوله: “فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض”، أي ما دام كتاب الله المقدس يمتد على طوال الزمن، اذن هناك رجل من الائمة المعصومين من أهل البيت “عليهم السلام” يمتد مع ذلك الزمن.

أما الطريقة الثانية والذي يمثل الخط الخاص قد أشار النبي الأكرم محمد “صلى الله عليه وآله”: “لا تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي يطابق اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً”، وعليه فإن عقيدة المهدي هي عقيدة الامة الإسلامية وليست عقيدة خاصة بالشيعة المسلمين.

والمسلمون أجمعهم يعتقدون بالأمام المهدي “عجل الله تعالى فرجه” الذي يظهر في آخر الزمان، وعلى الرغم قد يختلفون في تفاصيل مولده وما إلى ذلك. ولكن ان أساس هذه العقيدة هو قول النبي الاكرم محمد، وما جاء بعد ذلك عن الأئمة المعصومين “عليهم السلام”.

أما سرّ غيبة الامام المهدي، يتضح من النصوص الواردة عن النبي الأعظم وأهل البيت “عليهم السلام” حول قضيَّة الإمام المهدي” عجل الله فرجه الشريف” وهي غيب من غيب الله، على أساس عقيدة الإماميَّة، ولقد كتب الكثيرون عن بعض فلسفة هذا الغيب، بالرغم أننا لا نقول بأن الحياة بنيت على الغيب، وإنما بنيت على أساس القوانين الطبيعية من السنن الكونية والسنن الاجتماعية والتاريخية التي أودعها الله في الكون وفي الحياة، ولكن هذا لا يمنع أن تكون هناك منطقة للغيب يختص الله بسرها كما أشار الله تعالى في كتابه ﴿لا يُسأَل عما يفعل وهم يُسألون﴾.

أما ماذا نستوحي من الذكرى هل يوحي بعضنا إلى بعض أننا لسنا مسؤولين عن تغيير العالم، فالإمام الحجة “عليه السلام” هو المسؤول، وعلينا أن نبقى في انتظارنا له ليقدم لنا النصر؟ وغيرها من تلك الأسئلة يمكن القول إن القرآن الكريم بين لنا هذا بشكل شاملاً مطلقاً، فلم يكن ذلك متعلقاً بزمن معين، وإنما أطلق الدعوة في مدى الزمن، فالدعوة بدأت كمسؤولية النبي الاكرم محمد “صلى الله عليه وآله”، واصبح على كل مسلم مسؤولية إلا وهي أن يدعو إلى الله تعالى ، وذلك كلٌّ حسب طاقته ظروفه ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾. كذلك امرنا الله تعالى أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر في مدى الزمن وفي كل مكان، وجعل ذلك من أعظم الأسباب لصلاح المجتمعات ونجاتها من عقاب الله في العاجل والآجل ولهذا يقول الله تعالى﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

وعليه عندما نتصور أن الامام المهدي “عجل الله تعالى فرجه الشريف” يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فهذا يعطينا الأمل بأن العدل ليس مستحيلاً.

كذلك ليس صعبا علينا أن نصنع عدلاً جزئياً بانتظار العدل الكلي، وأن نكون مع الناس المظلومين في أي مكان حتى لو كانوا كفاراً، وأن نكون ضد الظالمين في أي مكان حتى لو كانوا مسلمين، لأن العدل هو هبة الله للناس.

وإذا كتبنا عن الإمام الحجة “عليه السلام” على أنه العدل، يجب علينا أن نستلهم منه هذا العدل، وأن نسير بهذا الطريق، فلا نرضى بظلم ظالم، سواء كان فرداً أو مجتمعاً أو حكماً، بل نعمل لنقف ضد هذا الظالم، حتى ننشر العدل في الكون كلّه، كذلك علينا أن نكوّن جبهة المستضعفين في الأرض الذين يعملون من أجل إسقاط المستكبرين، لنؤكد وعد الله ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾
نستلهم من ذكرى ولادة صاحب العصر والزّمان الانتظار ونحن في الطّريق إلى الحريّة والعدالة، وان نكون أمّة تواجه كلّ الأمم المستكبرة الّتي تريد أن تستعبدنا. كذلك نستلهم من ولادة الإمام المنتظر “عجل الله تعالى فرجه الشريف” الانفتاح على العالم وأن نخرج أفكارنا وعواطفنا ومشاعرنا من هذه الزنزانة الضيّقة.

ويمكن القول ، يتضح من النص “يملأ الإمام الأرض قسطاً وعدلاً” ؟ لأنَّ عقل الامام سوف يكون عقل العالم، ولأنَّ قلبه سوف يكون مفتوحاً للعالم، ولأنَّ حركته لن تتجمَّد في زاوية عرقيّة أو إقليميّة أو قوميّة أو ما إلى ذلك.

اللّهمّ أرنا الطّلعة الرّشيدة والغرّة الحميدة، واجعلنا من أتباعه وأشياعه والمستشهدين بين يديه، واجعلنا من السّائرين في خطّ الولاية، اللهم المم به شعثنا، واشعب به صدعنا، وارتق به فتقنا، وكثّر به قلّتنا، واعزز به ذلتنا، وأغنِ به عائلنا، واقضِ به عن مغرمنا، واجبر به فقرنا، وسدّ به خلتنا، ويسّر به عسرنا، وبيّض به وجوهنا، وفكّ به أسرنا، وأنجح به طلبتنا، وأنجز به مواعيدنا، واستجب به دعوتنا، وأعطنا به سؤلنا، وبلّغنا من الدنيا والآخرة آمالنا، وأعطنا به فوق رغبتنا”.

يذكر أن الخطبة الثانية: الخطبة المركزية، كانت بعنوان (عنصر المفاجأة من أسباب انتصار الثروات المباركة).

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى