اخبار اسلامية

بإمامة السيد عباس الياسري.. أقيمت صلاة الجمعة العبادية في كربلاء

أقيمت صلاة الجمعة العبادية، امس الجمعة، في كربلاء المقدسة
جامع جنات النعيم، بإمامة فضيلة السيد عباس الياسري.

 

واستهل خطبته المباركة بحديث لأهل البيت (ع) حيث قال “ورد عنهم (ع) في كتاب بصائر الدرجات
(إنَّ أمرَنا صَعِبٌ مُسْتَصّعَبٌ ذَكْوانٌ أَجْرَد لاَ يَحتَمِلهُ إلاَّ نَبيٌ مُرسَل أَو مَلَكٌ مُقَرَّب أو عَبدٌ امتَحَنَ الله قَلبَهُ للإيِمَان)
هذا الأفق من الحديث لايحتمله الا طبقة خاصة من اوليائهم
وهناك أفقٌ آخر _ إنَّ حَديَثنا إنَّ أمرَنا صَعِبٌ مُسْتَصّعَبٌ لاَ يَحتَمِلهُ لا نَبيٌ مُرسَل ولا مَلَكٌ مُقَرَّب ولا عَبدٌ امتَحَن الله قَلبهُ للإيِمَان قُلنَا فَمَن يَحتَمِلهُ يا ابنَ رسول الله ؟ قَالَ: مَنْ شِئنا
ويندرج تحت هذا الأفق خلص أصحاب امير المؤمنين عليه السلام وخاصة أصحاب الامام الحسن عليه السلام وبعض أصحاب بقية الائمة
وهناك أفقٌ أعمق من هذا _ إنَّ أمرَنَا إِنَّ حَديثَنا صَعِبٌ مُسْتَصّعَبٌ لاَ يَحتَمِلهُ لا نَبيٌ مُرسَل ولا مَلَكٌ مُقَرَّب ولا عَبدٌ امتَحَن الله قَلبهُ للإيِمَان. فَمَن يَحتَمِلهُ يا ابنَ رسول الله ؟ قَالَ : نَحْنَ نَحْتَمِلُه
هذا الأفق من الحديث لايحتمله الا هم (ع).

مختصر بصائر الدرجات -هناك مستوى في تفسير هذا الحديث – قال: كتبتُ إلى أبي مُحَمَّدٍ عليه السلام رُويَ لنا عن آبائكم أن حديثكم صَعِبٌ مستصعَبٌ لا يَحتملهُ مَلَكٌ مُقَرَّب ولا نبيٌ مُرسل ولا مؤمنٌ امتحن الله قلبه قال: فجاءهُ الـجواب إنـما ما معناه إن المَلَك لا يـحتملهُ في جوفهِ حتى يُخرجهُ إلى مَلكٍ مثله ولا يَحتملهُ نبيٌ حتى يخرجهُ إلى نبيٍ مثله ولا يحتملهُ مؤمنٌ حتى يخرجهُ إلى مؤمنٍ مثله إنـما معناه أن لا يحتملهُ في قلبه من حلاوة ما هو في صدرهِ حتى يُخرجهُ إلى غيره _ هذا معنى من عدم التحمل أي عدم تحمل حلاوته وطلاوته وهناك معنى ثاني للحديث وهو عدم تحمله والتسليم اله فلا يحتمله الأهم عليهم السلام.

مصاديق عملية:

في كتاب الكافي-حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) إلا ثلاثة فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم ثم عرف أناس بعد يسير وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين (عليه السلام) مكرها فبايع وذلك قول الله تعالى: ” وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين.

هؤلاء الصحابة الاجلاء وصلوا الى مرحلة من شئنا ولم يبلغوا مرحلة نحن نحتمله أي الائمة المعصومين فقط
– نقلاً عن كتاب الكشي قال [الإمام] الباقر (ع) : ارتدّ الناس إلا ثلاثة نفر : سلمان وأبو ذر والمقداد. قلت : فعمّار ؟.. قال : قد كان حاص حيصة ثم رجع ، ثم قال : إن أردت الذي لم يشكّ ولم يدخله شيء فالمقداد، فأما سلمان.فإنه عرض في قلبه عارضٌ أن عند أمير المؤمنين (ع) اسم الله الأعظم لو تكلّم به لأخذتْهم الأرض وهو هكذا. فلبّب ووُجئت عنقه حتى تُركت كالسِّلعة ( الغدة في الجسم ) ، فمرّ به أمير المؤمنين (ع) فقال له:
يا أبا عبد الله !.. هذا من ذلك ، بايع فبايع.

وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين (ع) بالسكوت ، ولم يكن يأخذه في الله لومة لائم ، فأبى إلا أن يتكلم فمرّ به عثمان ، فأمر به ، ثم أناب الناس بعد ، وكان أول من أناب أبو ساسان الأنصادي وأبو عمرة وشتيرة وكانوا سبعة فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين (ع) إلا هؤلاء السبعة” .هذا في زمان امير المؤمنين عليه السلام.

اما في زمان الامام الحسين عليه السلام

في كتاب الكافي – وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل و جبير بن مطعم، ثم إن الناس لحقوا وكثروا،
وفي زمن الامام الكاظم عليه السلام وظهور المعترضين عليه وفتنة الاسماعلية والفطحية والواقفة الذي جابههم يونس ابن عبد الرحمن الذي كان من طبقة من شئنا
دائرة خاصة ممن شئنا
مقام نحن نحتمله :
مثل تحمل الائمة عليهم السلام أعباء اكال رسالة الرسول الاكرم صلوات الله وسلامه عليه
وهذا المعنى يمكن ان نستشفه بشكل واضح من هذه الزيارة
– وبدؤوك بالحرب فثبت للطعن والضرب وطحنت جنود الفجار واقتحمت قسطل الغبار مجالدا بذي الفقار كأنك علي المختار الى ان تقول الزيارة وأنت مقدم في الهبوات ومحتمل للأذيات قد عجبت من صبرك ملائكة السماوات..
– وفي الزيارة الجامعة الكبيرة نخاطبهم الكبيرة : وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ , الزيارة هنا تشير إلى ذلك الـمقام

– ومن المصاديق اشضا ماورد عنهم عليهم السلام _ إنَّ لَنَا مَعَ الله حَالات لا يَسَعُنا فيها لا مَلَكٌ مُقَرَّب ولا نَبيٌ مُرسَل
وفي بحار الانور ورد _ إنَّ أمرَنَا صَعِبٌ مُسْتَصعَبٌ لا يَحتَمِلُه إلاَّ صُدُروٌ مُشرِقة وَقُلُوبٌ مُنيرة وَأفئِدةٌ سَليمة وَأخلاقٌ حَسَنَة لأنَّ الله قَد أَخَذَ عَلى شَيعتِنا الِميثَاقَ فَمَنْ وَفَى لَنَا وَفَى الله لَه بَالـجنَّة وَمَنْ أبغضَنا وَلَم يُؤَدّي إلينَا حَقَّنا فَهوَ في النَّار

روى المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: وإن عندنا سراً من الله ما كَلَّف الله به أحداً غيرنا ثم أمرنا بتبليغهِ فبلغناه فلم نجد له أهلاً ولا موضعاً ولا حَمَلةً يَحملونه حتى خَلَق الله لِذلِكَ قَوماً خُلقوا من طينة مُحَمَّد وذريتهِ صلى الله عليهم ومِنْ نُورِهِم صنعهم الله بفضل صُنعِ رَحمته فبلغناهم عن الله ما أمرنا فقبلوه واحتملوا ذلك ولَم تضطرب قلوبهم ومالت أرواحهم إلى معرفتنا وسرنا والبحث عن أمرنا وإن الله خلق أقواماً للنار وأمرنا أن نبلغهم ذلك فبلغناه فاشْمَأزَّت قلوبهم منه ونفروا عنه وردوه علينا ولَم يَحتملوه وكذبوا به وطبع الله على قلوبهم ثم أطلق ألسنتهم ببعض الحق فهم ينطقون به لفظاً وقلوبهم مُنكرةٌ له ثم بَكَى عَليهَ السَّلام وَرَفَع يَديهَ وَقَال : اللَّهُمَّ إنَّ هَذهِ الشَرذمة الُمطيعين لِأمرِكَ قَليلون اللَّهُمَّ فَاجْعَل مَحيَاهُم مَحيَانَا ومَمَاتَهُم مَمَاتَنا وَلا تُسَلِّط عَليهِم عَدوّاً فَإنَّكَ إنْ سَلَّطتَ عَليهم عَدوَّاً لَنْ تُعْبَد _

اذن أين نجد هذه الرعاية من قبل الائمة عليهم السلام
والجواب نجد معنى هذه الرعاية في قول الامام الحجة عليه السلام ( إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء) وهاذا هو معنى الرعاية العامه للتشيع من الاستئصال اما الرعاية الخاصة فلا بد ان تكون بطلب العبد وربما بالإلحاح.

وهناك رعاية خاصة لابد ان تاتي بتوجه العبد وطلبه واهم شي هو التوجه بالقلب والنية نجد شواهد على هاذي الرعاية الخاصة نجدها ظاهرة في – قول الامام عليه السلام في التوقيع الشريف (لا جرم أن من علم الله من قلبه من هؤلاء العوام أنه لا يريد إلا صيانة دينه وتعظيم وليه لم يتركه في يد هذا المتلبس الكافر، ولكنه يقيض له مؤمنا يقف به على الصواب ثم يوفقه الله للقبول منه فيجمع الله له بذلك خير الدنيا والآخرة، ويجمع على من أضله لعن الدنيا وعذاب الآخرة )
لم يتركه فكيف يعلمه , يعلمه الحكمة كما في قول امير المؤمنين عليه السلام.

– يا قوم هذا إبان ورود كل موعود، ودنو من طلعة مالا تعرفون. ألا وإن من أدركها منا يسرى فيها بسراج منير، ويحذو فيها على مثال الصالحين، ليحل فيها ربقا، ويعتق فيها رقا، ويصدع شعبا، ويشعب صدعا، في سترة عن الناس، لا يبصر القائف أثره، ولو تابع نظره، ثم ليشحذن فيها قوم شحذ القين النصل، تجلى بالتنزيل أبصارهم، ويرمى بالتفسير في مسامعهم، ويغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح.

-ومثال على ذالك رعاية الله سبحانه لنبيه موسى عليه السلام -سورة طه: (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي).( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ).
وَ لِتُصْنَعَ عَلىٰ عَيْنِي* إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلىٰ مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنٰاكَ إِلىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهٰا وَ لاٰ تَحْزَنَ
–ومن خاصة أصحاب الإمام الباقر ، جابر ابن يزيد الـجعفي. الإمام عليه السلام كثيراً ما يراه ويدعو له بـهذا الدعاء الإمام الباقر عليه السلام : ( يا جابر لا أخرجك الله من حد النقص والتقصير ) كثيراً ما يراه يدعو له بـهذا الدعاء ( يا جابر لا أخرجك الله من حد النقص والتقصير ) الإمام يدعو له بأن لا يعيش حالة يكون فيها يستشعر أنه قد تـجاوز الناس قد تـجاوز التقصير ( يا جابر لا أخرجك الله من حد النقص والتقصير ) يدعو له أن يعيش دائماً هذه الـحالة. يعيش حالة النقص. يعيش حالة التقصير يعيش حالة الشعور بالذنب ،لكي يكمل نقصه
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى