مقالات

انتخابات 2025 البرلمانية والجيل الرقمي (Z)

كتب علي آل حداد: بالرغم من وجود ملفات عدة الكثير منها يمثل تحديات وفرص أمام الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلا أن الأهمية الأكثر إلحاحاً هي تحدي قبول التشاركية في الرؤية والتخطيط وربما القرار أيضاً، من خلال توفير أرضية صحيحة قابلة للتحقيق.

 

فالانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها شهر تشرين الثاني من العام الجاري، ستمثل تحديات احتواء مباشرة مع الجيل (Z) (الجيل الرقمي)، المقصود من هذ الاحتواء هو كيفية كسب هذه الفئة التي حسب المعطيات والدلالات سيكون لها الثقل الأكثر والأكبر ليس من خلال التصويت فحسب، وإنما من خلال التأثير أيضاً، لذلك ينبغي الالتفات والعمل على بناء تصورات متكاملة عن هذا الجيل في المرحلة التي تسبق الانتخابات بأشهر عدة.

بطبيعة الحال الجيل Z (الجيل الرقمي)، يشير هذا المصطلح إلى الفئة السكانية أو الأفراد الذين ولدوا بنهاية التسعينيات من القرن العشرين لغاية انتهاء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهم الذين يعيشون حالياً تحت ظل التكنولوجيا ويتأقلمون سريعاً مع متغيرات التكنولوجيا ويؤثرون ويتأثرون بها.

إن قدرة تأثير الجيل (Z) في الانتخابات المقبلة ستتضح كثيراً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل “التك توك وميتا وإكس وسناب تشات” وغيرها من مواقع التأثير، حيث يقف أكثرهم خلف محركات هذه المواقع، بالتالي فإن تأثيرهم لن يقف بتقديرات نسبة المشاركة، ومع الأخذ بنسب وزارة التخطيط الأخيرة من خلال التعداد العام للسكان والتي أبرزت وجود أكثر من 60% من سكان العراق هم من الشباب، حتى وإن كانت فئة (Z) جزءاً من الـ60% إلا أن تأثيرهم بلا شك سيضغط على الفئات الأخرى، وإذا كانت نسبة المشاركة في الانتخابات تتفاوت وتكاد تكون تنازلية منذ العام 2010 فصعوداً، فإن تحدي ضمان المشاركة وزيادة نسبتها في العام 2025، يستلزم فهم طبيعة الفئات المشاركة وأكثرهم تأثيرهم.

ومن هنا سيكون على الكتل والقوى السياسية فهم طبيعة الفئة (Z) والتواصل معهم ومعرفة اختياراتهم، فمن بين أبرز ما يتمتع به هذا الجيل هو حب التشارك والتواصل ورفض الأوامر والإملاءات، نظراً لطبيعة فهم التكنولوجيا التي ارتبطت بشكل مباشر بحياتهم، فبحسب مقال نشرته مجلة “فوربس” المتخصصة في مجال المال والأعمال، إنّ حوالي 90% من أبناء جيل (Z) العاملين، يُقدّرون التواصل المباشر مع الإدارة والزملاء الآخرين في مكان العمل.

كما أنّ 60% منهم يُثمّنون التغذية الراجعة وتقييم الأداء الواضح في العمل، وهو أمر يُظهر رغبتهم القوية في تشارك الخبرات، وإجراء الحوار، والمشاركة في التحسين وصُنع القرار، إلى جانب هذه الميزة فإنهم يعملون جاهدين على اكتساب الخبرات، كما أنهم ينظرون لحقوق المأكل والمسكن والملبس والزواج على أنها حقوق قبل أي شيء آخر.

ومع نمو الذكاء الاصطناعي تدريجياً أصبح من اللازم التعامل مع الجيل (Z) من باب التشاركية والتواصل، لضمان احتضانهم واحتوائهم، إلى جانب امكانيتهم بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والتي أصبحت تؤدي دوراً ليس كما يتصور البعض بأنها قوى ناعمة على العكس، فإنها تؤدي دوراً ينعكس من خلاله القوى الصلبة، حيث إن تلك المواقع أصبحت بديلاً عن الآلة العسكرية بتغيير توجهات الأفراد وفرض اختياراتهم، الجيل (Z) هو انعكاس حقيقي لجيل الشباب الذين من خلالهم ستتبين طبيعة الانتخابات المقبلة، ونسبة نجاح المشاركة فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى