مقالات
أخر الأخبار

الوعي الانتخابي

كتب عباس الصباغ: لم يعد من الترف الفكري التنويه بضرورة التحلّي بالوعي الانتخابي من قبل جميع المنضوين في المعترك الانتخابي الديمقراطي. سواء من قبل المرشحين أو الناخبين أو من قبل وسائل الإعلام أو الدعايات المروّجة لذلك.

 

فالانتخابات التي هي أهم وسيلة ديمقراطية متخذة للتعبير عن الرأي، وهي من أهم الوسائل المتخذة للتداول السلمي للسلطة والابتعاد عن الوسائل الدموية المتخذة لذلك. فكما يجب أن تقترن الانتخابات بصناديق الاقتراع الحر المحتكمة إلى شرائط الشفافية والنزاهة.

كما يجب أن تقترن بالوعي الانتخابي لجميع الذين يخوضون ماراثون الانتخابات. لأن الوعي الانتخابي هو من أهم خصائص الشعور بالمواطنة المترتبة عن التراتبيات القانونية والأخلاقية للعقد الاجتماعي. فمن دون الوعي الانتخابي لن تتحلى الانتخابات بأي عنصر من عناصر النجاح والمقبولية. بأن يجد المواطن الانتخابات وغايتها نفسه مقتنعاً بهذه الوسيلة المهمة للتعبير عن الرأي من دون خوف أو قيود.

ويجب أن يقتنع بأن الانتخابات هي الطريق الآمن نحو تأسيس الدولة الحضارية الحديثة ذات الصبغة المدنية والمؤدية إلى الحكم الرشيد. الذي هو الغاية المرجوة من إجراء الانتخابات.

والمهم في الأمر أن يكون المواطن موفّقا من خلال وعيه الانتخابي في حسن اختيار من يراه كفوءاً لتمثيله أفضل تمثيل. ولكي لا يندم على ذهاب صوته الثمين هدراً أو لمن لايستحقه، بعد أن مارس حقه الدستوري والقانوني في الطريقة المثلى (الانتخابات). سواء عن طريق النظام البرلماني المؤدي إلى تأسيس سلطة تشريعية تقوم بدورها بتشكيل الكابينة الحكومية من خلالها، أو عن طريق النظام الرئاسي الذي يقوم رئيس السلطة التنفيذية فيه بتشكيل تلك الكابينة.

فالمهم أن المواطن بوعيه الانتخابي قد أدّى دوره الأخلاقي والدستوري، الذي يجب أن يتحلّى به بقية أطراف العملية الانتخابية وهم المرشحون ووسائل الإعلام ووسائل الدعاية والترويج للبرامج الانتخابية والتي تقع عليها مسؤولية الإقناع والتأثير الانتخابي. بعيداً عن التسقيط وتزييف الحقائق والمهاترات المتبادلة ولغة التهديد والوعيد مدفوعة الثمن كحرق وإتلاف الدعايات الانتخابية المناوئة. والتي تؤدي إلى تهديد الأمن الانتخابي والمؤدية إلى تلاشي الآمال بالحكم الرشيد. الذي هو حلم أي مواطن واع يؤمن بسلمية التداول للسلطة عن طريق الانتخابات، التي يجب أن ترتبط بمراقبة أممية ودولية ومحلية. تنبع من عمق ارتباط المواطن بصميم آليات العقد الاجتماعي المرتكزة على وعي المواطن بالدرجة الأساس. فضلاً عن عدم التجاوز على دوائر الدولة لاستخدامها في الحملات الانتخابية وللترويج الشخصي للبرامج الانتخابية. ويقع على منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام دور كبير في ترسيخ تلك القناعة وبموجب الدستور.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى