أعلنت لجنة شؤون الطلبة اللجنة الثقافية، اليوم الثلاثاء، عن إقامة ندوة فكرية بعنوان” الوجه الآخر للعولمة” في الحوزة العلمية.
وذكر بيان للجنة، تلقت “النعيم نيوز” نسخة منه، أنه” برعاية مدرسة الإمام الجواد عليه السلام أقامت لجنة شؤون الطلبة اللجنة الثقافية ندوة فكرية دورية بعنوان الوجه الآخر للعولمة: النشأة والمخاطر وسبل المواجهة والتصدّي”.
حاضر فيها السيد حازم الحسيني الميالي الذي تحدث قائلا أقيمت في الحوزة العلمية الشريفة مدرسة الإمام محمد الجواد (ع) ندوة فكرية للتعريف بالمخاطر التي تحيط بالعالم الإسلامي ومنها ما يسمى بموجة العولمة وما بعد العولمة من محاولات لتذويب الأخلاق والمباني القيمية للأمم والشعوب.
ومما جاء فيها :
إن العولمة هي دعوة لتحويل العالم، باختلاف نظمه الاقتصادية والسياسية والثقافية وحتى الروحية، إلى قرية صغيرة يحكمها نظام واحد بأسلوب سياسي واحد ونهج اقتصادي واحد وتحت ظل ثقافةٍ وأيديولوجيا واحدة.
وإن هذا المفهوم الغربي يركز على تفريغ المواطن من وطنيّته وتعريته من قوميته واجتثاثه من انتمائه الاجتماعي والروحي واقتلاعه من جذوره الثقافية وأصالته الفكرية.
كيف ينظر المفكرون العرب للعولمة
الدكتور محمد عابد الجابري: ” العولمة تعني نفي الآخر، وإحلال الاختراق الثقافي والهيمنة، وفرض نمط واحد للاستهلاك والسلوك “.
ويقول الدكتور سعد البازعي: العولمة هي الاستعمار بثوب جديد، الاستعمار بلا هيمنة سياسية مباشرة أو مخالب عسكرية واضحة، إنها بكل بساطة عملية يدفعها الجشع الإنساني للهيمنة على الاقتصادات المحلية والأسواق وربطها بأنظمة أكبر والحصول على أكبر قدر من المستهلكين.
الغرب متذمر أيضاً من العولمة الأمريكية.
يرى الفرنسيون في العولمة صيغة مهذبة للأمركة، التي تتجلى في ثلاثة رموز هي:
1. سيادة اللغــة الإنجليزية كلغة التقدم والاتجاه نحو العالمية.
2. سيطرة سينما هوليود وثقافتها الضحلة وإمكاناتها الضخمة.
3ـ انتشار السلع والاكلات والموضات الامريكية.
متى بدأت العولمة؟
العولمة كظاهرة بدأ انطلاقها في الثمانينات من القرن العشرين، وهي مرتبطة بثلاثة أحداث كبرى سياسية، وتقنية، واقتصادية:
1- السياسية: حيث انتهاء المواجهة بين الشرق والغرب، وانهيار الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية كقوة اقتصادية وتكنولوجية هائلة.
2- التقنية: وهي الثورة المعلوماتية، حيث شهدت هذه الفترة طفرة تقنية هائلة في مجال الاتصالات الإلكترونية وانتقال المعلومات، حيث ساهمت مساهمة فعالة في حدوث العولمة.
3- الاقتصادية: حيث ظهور منظمة التجارة العالمية عام 1995م، ومقرها جنيف لتخلف الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية (الجات).
وهل العولمة مستفزة الى هذه الدرجة ؟
ـ إن المبادئ الأخلاقية التي تتهاوى في الغرب يوماً بعد يوم، حيث سيادة المصالح والمنفعة واللذة، وتعظيم الإنتاج والاستهلاك، بالإضافة إلى تآكل مؤسسة الأسرة، وانتشار السفاح والمخدرات، وتراكم أسلحة الدمار الكوني، والأزمة البيئية، وتزايد اغتراب الإنسان عن ذاته وعن بيئته، والمساواة التامة المطلقة بين الرجل والمرأة، واستصدار قوانين لحماية الشذوذ الجنسي في العالم، والترويج للإباحية والاختلاط وإغراء النساء بتقليد الأزياء الغربية، كلها بدأت تنتشر في مجتمعاتنا وتتغلغل بشكل بطيء ولكنه مدروس، عبر الافلام والمسلسلات، والكتب والبرامج والاعلانات، وحتى العاب التسلية والترفيه.
يا علماء الحوزة : هل نفهم من كلامكم أنكم ضد العولمة ؟
الجواب (السيد الإمام محمد الشيرازي): لا نريد أن يُفهَمَ من كلامنا أننا ضد العولمة، في كل ما تطرحه أو تتبنّاه، أو يُفهم كلامُنا على أنه سلاح مشهور ضد هذا المصطلح لمجرد أنه وُلِد حديثاً في الغرب الأوروبي أو الأمريكي، بل نريد القول إننا مع العولمة في ايجابياتها، وفي انفتاح الشعوب بعضِها على بعض، ونحن معها في عمليات تبادل الخبرات والتكاملات الاقتصادية والتلاقح الثقافي والفكري، ولكن بنفس الوقت نحن ضدها عندما تكون سيلاً جارفاً يكتسح الثقافات ويزيل الانتماءات ويمحو الهويّات ليعيد صياغتها بالشكل الذي تفرضه شدَّةُ جريانه وقوَّةُ اكتساحه.
ولهذا يقول المهاتما غاندي: ”لا أريد أن يكون منزلي محاطا بالجدران من جميع الجوانب، ونوافذي مسدودة، أريد أن تهب ثقافات كل الأرض بمحاذاة منزلي وبكل حرية، لكني أرفض أن أنقلب بهبوب أي واحدة منها”.
غايات العولمة
من المؤكد أن للعولمة غايات عديدة، منها:
1ـ الغاية السياسية : إعادة بناء هيكليات أقطار العالم السياسية في صيغ تكرس الشرذمة والتشتت الإنسانيين وتفكك الأوطان والقوميات إلى كيانات هزيلة بغية سلب الشعوب قدرتها على مواجهة الرأسمالية.
2ـ تقويض البنى الثقافية والحضارية للأمم، بغية اكتساح العالم بثقافة السوق التي تتوجّه إلى الحواس والغرائز، وتشلّ العقل والإرادة، وتشيع الإحباط والخضوع، وتشهد منطقتنا العربية ترجمة لهذه التوجهات من خلال مشاريع الشرق أوسطية والمتوسطية.
3ـ ـ إبراز الخصوصيات والهويات والتعدديات الثقافية، للقضاء على وحدة الثقافة، ووحدة الوطن، ووحدة التاريخ، ووحدة المصير. من خلال انتشار البحوث عن الأقليات العرقية والطائفية.
4ـ تحويل الاقتصاد الوطني إلى جزء من الاقتصاد العالمي برفع الدعم عن المواد الأولية، وترك كل شيء لقانون العرض والطلب، في الغذاء والإسكان والتعليم والخدمات العامة.
كيف يفرضون العولمة
إنّ الدول الاستكبارية لا تسعى لنشر قيمها الاجتماعية فحسب، رغم عدم الاقتناع الواسع بها من قبل الآخرين، بل تفرضها وبالقوة عبر المؤتمرات الدولية والضغط على الشعوب التي لا تستجيب، بتوالي مؤتمرات المنظمات الدولية، ومن هذه المؤتمرات على سبيل المثال:
أـ مؤتمر نيروبي عام 1985م.
ب ـ مؤتمر القاهرة عام 1994م.
ج ـ مؤتمر بكين عام 1995م.
د ـ ومؤتمر اسطنبول عام 1996م.
هـ ـ ثم مؤتمر نيويورك عام 1999م.
و ـ مؤتمر بكين ثم نيويورك عام 2000م.
ما هو محور هذه المؤتمرات ؟
أـ منح الحريات الكبرى للمرأة وللطفل، واعتبار الأسرة والأمومة والزواج من أسباب (قهر المرأة).
ب ـ الغاء مفهوم العلاقة الزوجية في بنود الاتفاقيات، وقد اختفت كلمة (الزوج) وحل محلها (الزميل) أو (الشريك).
ج ـ إغفال أو التقليل من دور الزوجة والأم داخل بيتها، ووصف ذلك الدور بأنه غير مهم وغير مدفوع الأجر.
د ـ الدعوة للمساواة بين الرجال والنساء، في كل شيء، والمساواة في الميراث وغيرها.
هـ ـ لا يشترط أن يكون إنجاب الأطفال ضمن العقود الشرعية للزواج.
و ـ اباحة عمليات الإجهاض، وهو ما تؤكد عليه دول الغرب ويُقتل بسببه في العام الواحد ملايين الأطفال.
ز ـ إباحة الشذوذ الجنسي، والممارسات اللاأخلاقية، حتى مع الحيوانات، تحت يافطة الحرية الشخصية.
ح ـ محاولة تجميل وتخفيف المصطلحات، فاللواط والشذوذ الجنسي يطلقون عليه (ميل جنسي)!! أو (تفضيل جنس)!!! أو (مثلية)!!
ومن الواضح أن كل ما يتم طرحه في مؤتمرات العولمة، التي يفرضون عقدها أحيانا في بلداننا العربية والمسلمة، انما هو من منظور الثقافة الغربية العلمانية المادية، التي تجيز الزنى واللواط وتحارب أو تمنع الحجاب والزواج الثاني.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز