كتبت نازك بدير: بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة، لا تزال الفصائل المقاومة تثبت قدرتها على المواجهة ومفاجأة العدو، إن من حيث الأسلحة المستخدمة أو من حيث التكتيكات والاستراتيجيات الميدانية.
يذهب عدد غير قليل من القادة السابقين والحاليين للكيان إلى الاعتراف، بأنّ “ إسرائيل” تمرّ بالمرحلة الأصعب استراتيجيّاً، ونتنياهو مع حكومته مجبر على توضيح الهدف الاسترتيجي من هذه الحرب، لكنه يطيل النقاش حوله بسبب الضبابية، والعجز عن إيجاد مخرج له.
أعلن نوعم تيخون جنرال الاحتياط، أنّ ثمّة “مرحلة يجب الاعتراف بإمكانيّة أن تبدأ بفقدان القوّة”، ويربط ذلك بعلّة أنّ” عدوّك” بدأ بالتعرّف عليك. استناداً إلى هذه القاعدة، الكيان ليس في مرحلة فقدان القوّة” بل” تخلخلت قوته”، والسبب واضح: هو مكشوف تماماً أمام المقاومة التي تمتلك داتا المعلومات عن كافة الأجهزة والقواعد والألوية جنود الاحتياط وعائلاتهم، وذلك استطاعت أن تحقق الاختراق الأمني والاستراتيجي في السابع من أكتوبر، وتحدث الإرباك في القيادة العليا للأركان، وصولاً إلى الأجهزة الاستخباراتية والأمنية.
الهزائم تلاحق قوات الاحتلال فهو عاجز عن تحقيق أي هدف يذكر وكلما حاول التقدم برياً في غزة وجد أنه يحفر مقبرته بمدرعاته. الهزيمة لا تتوقف عند حدود عدم تحقيق هدف معلن، إنما تتعدى ذلك لتشمل الإخفاق على المستوى السياسي في مجلس الحرب والانقسام الحاد بين الوزراء، حول قرار التحقيق في أسباب ما قبل ٧ أكتوبر. وللهزيمة وجه ثالث تشكل من خلال تحركات أهالي الأسرى الذين يطالبون حكومة العدو، بالمحافظة على حياة أبنائهم والعمل الجاد لإنقاذهم.
وترجمت الهزيمة بتنصّل الفرنسي من الجرائم التي يرتكبها العدو. ويمكن القول إنها توّجت في تحول الرأي العام العالمي إلى صالح القضية الفلسطينية، وباتت نسبة كبيرة من الشعوب الغربية تدرك تماماً ما تقوم به قوات الاحتلال من إبادة جماعية بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزّل، وكيف تستهدف الصحفيين وتعتدي على مراكز تأوي نازحين تابعة لمنظمة الأمم المتحدة.
حان الوقت للقول، إن هذا الكيان فقد الوظيفة التي أسس من أجلها: الردع والأمن.