
أبرق رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة، المطران عطالله حنّا، يوم أمس الخميس، برسالة تأبين لسيد شهداء الأمة الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، موجّهاً تحية إجلال وإكرام لتضحيات سماحة السيد ورفاقه الشهداء.
وقال المطران عطالله حنّا، في رسالته واطلعت عليها “المعالي نيوز”: “أيها الأحباء، بعد أيام معدودات سوف يشهد لبنان حدثاً عظيماً، استثنائياً، وهو تشييع جثمان سماحة السيد حسن نصرالله ومن كانوا معه من الشهداء، ونحن بدورنا ومن القدس، نقف إجلالاً وتكريماً لتضحيات سماحة السيد وزملائه ومعاونيه ومن كانوا معه، أولئك الذين وقفوا مع فلسطين ودافعوا عن فلسطين، ودفعوا ثمناً باهظاً من أجل فلسطين، نحن أوفياء لهذه التضحيات، الفلسطينيون جميعاً أوفياء لتضحيات سماحة السيد ورفاقه”.
وأوضح، أنه “ونحن في الوقت الذي فيه نُعزّي ونبعث برسالة التعزية من قلب مدينتنا المُقدّسة، فإنّنا نقول بأنّنا لن ننسى من وقفوا مع فلسطين ودافعوا عن فلسطين في أحلك الأوقات، وفي أصعب الظروف”.
وتابع المطران عطالله حنا: “اليوم القضية الفلسطينية يتم التآمر عليها، يريدون ويسعون أعداءنا لتهجير شعبنا وتصفية قضيتنا، ولكن الفلسطينيين لن يرفعوا راية الاستسلام، وهم متشبثون بحقوقهم، بثوابتهم، بمبادئهم، كلمة الاستسلام ليست واردة في قاموسنا كفلسطينيين”.
وأكمل: “أيها الأحباء، كلنا عائلة واحدة، كلنا أمة واحدة في مواجهة المشاريع الاستعمارية التي لا تستهدف فلسطين لوحدها بل تستهدف الأمة كلها، رسالتنا كانت وستبقى أنّ فلسطين هي البوصلة، ومن كانت بوصلته فلسطين هو في المكان الصحيح، ومن كانت بوصلته في أماكن أخرى فهو في المكان الخطأ، وندعوه إلى أن يُصحّح اعوجاجه، وأن يُصوّب بوصلته في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف المطران عطالله حنا: “أيها الأحباء، رسالتنا في هذا الزمن أنّنا أمة يجب أن نكون موحدين، مسيحيين ومسلمين، وكافة الطوائف والمذاهب، يريدوننا أن نكون مشرذمين، مُفكّكين، يريدوننا أن نتحدث بلغة الطائفية، يريدوننا أن نكون مُنقسمين على أنفسنا، لكي يتسنى لهم تمرير مشاريعهم وفق مقولة معروفة دائماً كُنّا نقولها (فرّق تسد)، يريدون تفريقنا لكي يتمكّنون من تمرير مشاريعهم الاستعمارية التي تستهدف فلسطين، وتستهدف الأمة كلها”.
وختم، بالقول: “سنبقى مسيحيين ومسلمين في هذا المشرق، أمة واحدة، بوصلتنا هي القدس، قضيتنا هي فلسطين، ولا يجوز أن نسمح لأحد ولا يجوز أن نسمح لأية جهة بأن تسعى لتمرير مشاريعها الهادفة إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، نحن عائلة واحدة هكذا كُنّا وهكذا سنبقى”.