الواجهة الرئيسيةسياسية
أخر الأخبار

الكهرباء أبرز ملفات زيارة السوداني إلى ألمانيا

زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى ألمانيا، والتي رافقه فيها وفد حكومي رفيع المستوى، واستمرت يوماً واحداً، حجزت حيزاً هاماً في وسائل الإعلام ما بين تحليلات للنتائج التي ستتمخض عن الزيارة، وتطلعات إلى أنها ستحدث انعطافات مهمة، وخصوصاً فيما يتعلق بالملف الاقتصادي العراقي.

 

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مع المستشار الألماني أولاف شولتس، بيّن رئيس مجلس الوزراء، أن “العراق دولة مهمة في مجال الطاقة، على صعيد إنتاج النفط أو في خزين النفط والغاز”.

وذكر السوداني، بحسب بيان صادر عن مكتبه، أنه “ناقشنا طرح فرص استثمار الغاز المصاحب لإنتاج النفط، والغاز الطبيعي والاستثمار في قطاع البتروكيمياويات، وهي مهمة لتأمين فرص العمل وتأمين احتياجات العراق”.

ولفت، إلى أنه “تطرّقنا إلى الاستفادة من التجربة الألمانية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، ومواجهة التغيرات المناخية التي يعاني منها العراق، بسبب شحة المياه، وأثرها في الزراعة والبيئة وزيادة نسبة التصحر”.

من جانبه، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، خلال المؤتمر، “دعم بلاده لإنشاء بنى تحتية مستقرة لقطاع الكهرباء في العراق”، لافتاً إلى أنه “من الممكن أن يكون العراق، شريكاً في توريد النفط والغاز”.

وأعلن، أنه “تم الاتفاق على برنامج عمل للتعاون بين ألمانيا والعراق”، مشيراً إلى “دعم بلاده لتنويع الاقتصاد ومصادر الدخل القومي في البلاد”.

مذكرة تفاهم مشتركة

خلال الزيارة، أجرى رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق، لقاءات مع عدد من المسؤولين الألمان. وأبرز ما نتج عن هذه اللقاءات، هو توقيع وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل، مذكرة تفاهم مشتركة مع شركة “سيمنز” الألمانية، والتي مثلها الرئيس التنفيذي للشركة كرستيان بروخ، حيث تنطوي المذكرة على جملة من الفقرات الأساسية التي تشكل خارطة عمل لتطوير منظومة الكهرباء في العراق.

فقد تضمنت مذكرة التفاهم تقديم شركة “سيمنز” دراسة متكاملة للعراق، تتضمن الكيفية التي يتم فيها الاستفادة من الغاز المصاحب، في دعم وزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية، وتوقيع اتفاقية طويلة الأمد، لصيانة وتأهيل الوحدات العاملة في العراق التي أنشأتها الشركة.

فضلاً عن تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، وهي الطاقة الشمسية وحركة الرياح، وإنشاء محطات تحويل في عموم مناطق العراق، إلى جانب تطوير وتأهيل كوادر وزارة الكهرباء ونقل الخبرات، وفق بيان صادر عن مكتب السوداني.

وتعقيباً على ذلك، أكدت وزارة الكهرباء، أن مذكرة التفاهم التي وقعتها مع شركة “سيمنز” الألمانية، ستضيف 6 آلاف ميغاواط للمنظومة الوطنية.

المتحدث باسم الوزارة، أحمد العبادي، صرح للوكالة الرسمية، بأن “العمل بالمذكرة سيحل مشاكل النقل والتوزيع في المنظومة، وسيسهم بإنشاء محطات تحويلية وخطوط ناقلة، وهذا يعتبر جزءاً مهماً في إطار الأولوية التي يضعها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لملف الكهرباء”.

وتابع، أن “إضافة 6 آلاف ميغاواط وحل مشاكل النقل والتوزيع سيعالج جزءاً كبيراً واستراتيجياً من مشاكل الاختناقات في الشبكة الوطنية، وسينعكس إيجاباً ويسمح بزيادة ساعات التجهيز بعد إكمالها”.

كما أشار، إلى أن “مذكرة التفاهم بحثت كذلك جزئيات استثمار الغاز المصاحب والطبيعي لتوفير مردودات الغاز الوطني، وهذه ستوفر مبالغ كبيرة من النفقات التشغيلية التي تصرف على استيراد الغاز والوقود، من دول الجوار”.

وخلال حوار حصري لبرنامج مسائية “DW”، أكد رئيس مجلس الوزراء، أن “هذه المشاريع مشاريع مهمة سوف تساهم في تأمين الطاقة الكهربائية، سوف تعقب هذه المذكرة، توقيع عقود في بغداد”.

وتابع، “الشيء الإيجابي أننا هيأنا التخصيصات المالية لتنفيذ هذه المذكرة، وهذه من أهم الخطوات التي تختلف عن سابقاتها من مذكراتها، كانت مسألة تأمين المخصصات المالية أهم عائق”.

وفيما يتعلق بخطوة السوداني، غرد النائب السابق، حيدر الملا، قائلاً: إنّ “مشاكل الطاقة والخدمات بشكل عام ملف ضاغط على الشعب العراقي، وإنّ رئيس الوزراء أدرك ذلك مبكراً، حراكه لاستقطاب بلد مثل ألمانيا لوضع مسار جديد للطاقة في بلادنا سينعكس إيجاباً على الجميع، وهو خطوة بالاتجاه الصحيح”.

نتائج هامة

فيما رأى مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل، أن زيارة السوداني إلى برلين تركز على إعادة بناء القاعدة الصناعية للعراق، واصفاً إياها، بالهامة جداً.

وبيّن فيصل، في تصريح لـ (بغداد اليوم)، أن “هذه الزيارة مهمة جداً خلال المرحلة الحالية، لما لها من أهمية في الانفتاح على الاستثمارات الألمانية، والعمل لتغيير القوانين المحافظة التي تقيد وتمنع الاستثمارات الأجنبية”.

وأشار، إلى أهمية الزيارة في ملف الاستثمار، موضحاً أن “الزيارة تركز الضوء على تصنيع الثروات المعدنية التي تبلغ ٢٠ ترليون دولار، وخصوصاً مجال الطاقة النظيفة الهيدروليكية أو الرياح والشمس والنووية النظيفة، لاستخدام تكنولوجيات لتجنب توليد الغازات الدفيئة والتلوث البيئي”.

واختتم مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، قائلاً: بأن “هذه الزيارة ستكون لها نتائج مهمة وملموسة، خلال المرحلة المقبلة”.

ومن الجدير ذكره، أن برلين تسعى لتنويع مصادر الطاقة بعد تراجع واردات الوقود الأحفوري من روسيا، في حين يحتاج العراق للمساعدة في ملف الكهرباء، حيث يعاني من نقص حاد في تجهيز الطاقة الكهربائية، رغم إنفاق مليارات الدولارات على هذا القطاع من عام 2003، من دون تحقيق أيّ تقدّم يُذكر.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى