مقالات
أخر الأخبار

العالم بتوقيت ترامب

كتب حمزة مصطفى: منذ جلوسه في المكتب البيضاوي في العشرين من يناير/كانون الثاني المنصرم، والعالم يصبح ويمسي على توقيت الرئيس الأمريكي العائد لدورة ثانية من أربع سنوات دونالد ترامب.

اللافت للنظر في أمر ترامب الثاني إنه لا يشبه إلى حد كبير ترامب الأول، الذي لم يعترف بهزيمته أمام جو بايدن ولم يحضر حفل التسليم، بل عمل ما هو أخطر على بلد يفترض إنه عريق في الديمقراطية، عندما هجم أنصاره على مبنى الكابيتول بعد خسارته أمام بايدن.

وبينما ساد شعور أن ليس بالإمكان بعد كل الذي حصل أن يعود ثانية لرئاسة أمريكا، وهي العملية التي لم تحصل في التاريخ الأمريكي سوى مرة واحدة من قبل، فإنه عاد وبقوة.

ففي القرن التاسع عشر كان غروفر كليفلاند أول من حقق ذلك، حيث انتخب كليفلاند لأول مرة عام 1884، لكنه خسر إعادة انتخابه في عام 1888 لصالح بنيامين هاريسون، ومع ذلك، فاز كليفلاند في الانتخابات الرئاسية مرة أخرى في عام 1892، ليكون الرئيس الوحيد في التاريخ الأمريكي، الذي شغل فترتين غير متتاليتين حتى لحق به ترامب في انتخابات 2024.

ولأن ترامب مختلف من حيث المنهج والسلوك والبروتوكول، حيث يحب أن يكون الأول دائماً وفي حال الطفرات الكبرى يمكن أن يكون الثاني مثلما هو وضعه حين فاز مرتين غير متتاليتين في منصب الرئيس.

ومع أن ترامب رجل أعمال في الأصل وقبل ذلك رجل تلفزيون قبل أن يكون رجل سياسة ثالثاًـ فقد سعى لأن يكون رقم واحد من حيث طريقة التصرف بشأن كل واحدة من هذه التوصيفات، فكونه رجل أعمال و”تاورات” فإنه يريد أن يزاوج بين السياسة والتجارة، حتى لو أدى ذلك إلى ضم دول “مثل كندا والمكسيك”، أو ابتلاع ممرات مائية مثل قناة بنما أو شراء جزر مثل غرينلاد.

وكونه أحد المشتغلين سابقاً في تلفزيون الواقع، فقد فتح المفاوضات الرسمية مع رؤساء الدول أمام العالم أجمع وسط حضور للصحفيين، حيث يمزج بين المباحثات الرسمية التي تحتاج مثلما هو يفترض إلى أعلى درجات السرية إلى حلبة مكشوفة لصراع قد يتحول إلى “خناقة” ومناوشات بل وعركات، وبين الاستقبال البروتوكولي لأغراض التصوير فقط، وحيث أن الجمع بين المال والإعلام يمكن أن يكون مادة سياسية دسمة، فإنه يجيد جعل العالم يدور في فلكه وينظر عند كل تصريح أو موقف أو تهديد له بتوقيت واحد وحيد هو… توقيت ترامب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى