قال سماحة الشيخ حسن الصفار، الجمعة، إن على أتباع مدرسة أهل البيت (ع) تقع مسؤولية إنشاء مراكز بحوث وكراسي علمية لدراسة تراث أهل البيت (ع).
ودعا الشيخ الصفار بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي وتلقته “النعيم نيوز”، “لنشر هذا التراث بعد تحقيقه وتمحيصه وكتابته بلغة عصرية، خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية”.
وأوضح سماحته أن “العلماء المنتمين لمدرسة أهل البيت قد بذلوا جهدهم عبر العصور لحفظ تراث المدرسة العلمي رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتهم”.
وتابع “وفي هذا العصر تقع على أتباع مدرسة أهل البيت مسؤولية كبيرة في نشر معارفهم، وإظهار سيرتهم المشرقة”.
وأضاف “هذا ما يطلبه الأئمة من شيعتهم وأتباعهم”،مشيرا إلى أن “إحياء أمر أهل البيت (ع) لا يقتصر على التفاعل العاطفي مع فضائلهم، ومصائبهم، بل الأساس فيه تعلم معارفهم ونشرها”.
وقال إن “من أبرز المصاديق لإحياء أمرهم (ع) هو إنشاء مراكز البحوث والدراسات”، مردفا “هذه المراكز تقوم بدراسة تراث الائمة، وتمحيصه وتحقيقه، بفكر حرّ منفتح، ومنهجية علمية، ونشره بلغة عصرية، تعالج المشاكل والتحديات التي يواجهها إنسان العصر”.
ومضى يقول “ولعل من أهم مصارف أوقاف أهل البيت (ع) والحقوق الشرعية الراجعة لهم هو تمويل البحوث العلمية النافعة، وإنشاء كراسي علمية في الجامعات المرموقة لدراسة سيرة الأئمة وفكرهم، وليس الاقتصار على البرامج الشعائرية التقليدية.
وبمناسبة قرب ذكرى وفاة الإمام الباقر (ع) قال الشيخ الصفار: إن سيرة الإمام الباقر (ع) تشكل أنموذجًا لتحمّل الأئمة مسؤولية تبيين معالم الدين وأحكام الشريعة، حيث تصدى لنشر المعارف الدينية.
وأبان أن المهمة الأولى والأساس لأئمة أهل البيت (ع)، هي حفظ الرسالة، وتبيين الشريعة”.
وآكمل “أما تحمل أعباء الحكم والسلطة فهي مهمة ثانية ثانوية، قياساً للمهمة الرسالية الأولى”، مضيفا “فإذا ما تعارضت المهمتان، كما حصل بسبب الأطماع السياسية، والصراعات المصلحية فإن الأولوية عندهم للمهمة الأولى”.
وأوضح أنه “يمكن اعتبار الإمام الباقر هو المؤسس لمدرسة أهل البيت عقديًا وفقهيًا”
وأضاف “كان التشيع لأهل البيت (ع) حالة ولاء ومحبة، وتحول إلى موقف سياسي في مواجهة الحكم الأموي، وبجهود الإمام الباقر تشكلت مدرسته العقدية والفقهية”، لافتا إلى “تصدي الإمام الباقر (ع) لتبيين معالم الدين، وتربية العلماء، وإرشاد الأمة، وصار رواد المعرفة وطلاب العلم يفدون إليه في مدينة جده رسول الله (ص) لينهلوا من علمه”.
وذكر أن “الباحثين سجلوا أسماء 482 من تلامذته ورواة حديثه”.
وأبان أن “الإمام الباقر وابنه الإمام جعفر الصادق هما المؤسسان لمدرسة أهل البيت (ع)، لذلك كانت الأحاديث والروايات عنهما هي الأكثر في تراث المذهب”.
وتابع “لقد اشتهر الإمام بلقب الباقر، وفسره العلماء والمؤرخون بتضلعه في العلم، مستشهداً بما ورد في كتب السيرة من مدح للمقام العلمي للإمام (ع)، وما ورد في كتب اللغة من شرح لاسمه الشريف، “ِالبَاقِر، مِنْ: بَقَرَ العِلْمَ، أَيْ: شَقَّهُ، فَعَرَفَ أَصْلَهُ وَخَفِيَّهُ”.