كتب حسين علي الحمداني: تظل طبيعة العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، محل نقاش الكثير من أصحاب الشأن سواء في العراق أو أمريكا.
ومن هنا نجد أن بحث طبيعة هذه العلاقات يحتاج إلى مناقشة رؤية كل طرف، والغايات التي يرتجى تحقيقها من هذه العلاقات، واشنطن تدرك جيداً أن للعراق أهمية كبيرة، سواء من موقعه الجغرافي المهم من جهة، ودوره في أمن المنطقة من جهة أخرى، ناهيك عن كونه بلداً نفطياً مهماً وسوق عمل كبيراً للشركات المتعددة الجنسيات، سواء في حقول النفط أو مشاريع التنمية الأخرى، وفي الجانب المهم لواشنطن أنها أرادت أن تجعل من العراق نظاماً ديمقراطياً نموذجياً في المنطقة، وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه حالياً بحكم عوامل عديدة.
الجانب العراقي ينظر للعلاقات مع واشنطن يجب أن تتجاوز حدود الوصايا على العراق، وتتحول إلى علاقات مبنية على المصالح المشتركة بين البلدين، بما يؤمن إبعاد العراق عن محاور عديدة، تحاول أمريكا إنشاءها في المنطقة، من أجل مصالحها الخاصة التي تتقاطع مع مصالح العراق، والعديد من دول المنطقة.
وأن لا تكون الأراضي العراقية منطلقاً للعدوان على أية دولة مجاورة، وهذا ما يعني إن العراق غير راغب بتواجد أمريكي على أراضيه تحت أي مسمى، وأيضاً واشنطن تدرك هذا جيداً لهذا، فإنها تمتلك قواعد عسكرية كبيرة في الخليج العربي والأردن، مما يجعلها تستجيب للطلب العراقي لإنهاء مهمة تواجدها في القواعد العراقية، وفي مقدمتها قاعدة عين الأسد.
لهذا نجد أن زيارة رئيس الوزراء إلى واشنطن ستناقش ملف العلاقات العراقية – الأمريكية بصبغ واقعية بعيداً مبنية على الاتفاقية الإستراتيجية ذات الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المحاور الأخرى.
وبالتأكيد فإن واشنطن وفي هذه المرحلة بالذات نجد أنها مشغولة بقضايا كثيرة أبرزها حرب غزة، والانتخابات الأمريكية، وملف الحرب الروسية الأوكرانية، وبالتالي فإن أهم ما سيطرح في النقاش ملف تواجد القوات الأمريكية في العراق، ومدى حاجة العراق لهذا التواجد ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، وموقف العراق واضح خاصة في ظل تنامي قدرات العراق العسكرية من جهة، ومن جهة ثانية تلاشي التهديدات بنسبة عالية جداً وانحسار هذا التنظيم في حدود ضيقة جداً.
وبالتالي نجد أن الغاية الأساسية من الزيارة، هو تنظيم العلاقات بين بغداد وواشنطن بما يحفظ للعراق حقوقه وسيادته.
وبالتأكيد فإن العراق يتطلع لهذا النوع من العلاقات الطبيعية ليس مع واشنطن فقط، بل مع كل دول العالم بما يؤمن سيادة العراق وتنميته، خاصة وإن العراق يحتاج هذه العلاقات مع دول العالم لا سيما المتقدمة منها.