كتب فاضل حسين الخفاجي: بعد المجازر الرهيبة التي قام ويقوم بها الصهاينة، ضد الشعب العربي في غزة وتدمير بناه التحتية، وإن من يقف على رأس جريمة سفك الدماء الفلسطينية هو المجرم نتنياهو، والآن بدأ هذا المتغطرس بغارات وعدوان همجي على شعب لبنان العربي الشقيق..
في خضم هذه المآسي…. تطل علينا مشكلة الهزال الشديد الذي أصاب الحياة السياسية العربية، بحيث بات معظم (الزعماء العرب) وكأنهم أصيبوا بجائحة كورونا التي تفتقر إلى المناعة!.. والتعبير الأقوى على هذا الهزال هو الدرك الذي انحدر إليه الكثير من (الزعماء العرب) وتهافتهم على (التطبيع مع الصهاينة).. ويتصورون أن (إسرائيل) ستحمي أنظمتهم .. وينسون أن الشعوب الحرة هي التي تقرر مصير الأنظمة.
وللتذكير فإن الأقطار العربية تَحّكَمَ فيها العشرات من الحكام (المتسلطون).. وإن الكثير منهم تم قتلهم من قبل شعوبهم نتيجة خيانتهم ..
تجربة (التطبيع) تدل ومع شديد الأسف على أن عملية الانحدار مستمرة وأنها تنتقل من قطر إلى آخر..
من الضروري إذن أن ينهض أهل العلم والمعرفة والتجربة وسائر المهتمين بالمصير العربي، أن ينهضوا لمعالجة هذا الواقع المرير.. ودراسة الوسائل الكفيلة لإعادة اللحمة الوطنية العربية.
إن المثقفين العرب يتحملون جزء من المسؤولية في هذا المجال، لأنهم ساهموا في إيصال المجتمع إلى وضعه الراهن.. ذلك أنهم في خضم مساهمتهم في الحياة العملية، فأهملوا ((السياسة)) إهمالاً ملفتاً للنظر. فكانت محصلة هذا الإهمال غياب أي تفكير جدي عن تثقيف المجتمع!.
وهكذا في غياب التوعية تتحول المجتمعات العربية إلى مستودعات أو مخازن للمآسي نزولاً عند رغبة بعض الحكام العرب .. فإلى متى؟ وإلى أين؟ ومن سيعيد للكرامة العربية اعتبارها؟