كتب محمد الكحلاوي.. عند التمعن بما تفصح به الإدارة الأمريكية عن الانتخابات الرئاسية ومصير جنودها ، نجد أنها لا تعبأ بهم ولا تشعر بالاسى عليهم سواءً قتلوا ام جرحوا واي من الأذى الذي سوف يحدث لهم في حروبها الاستيطانية وهي ترسلهم الى قواعدها المنتشرة في أنحاء العالم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اللحظة لا تتواني في التدخل في شؤون الدول المستضعفة وحتى في كبريات البعض منها.
والدليل ماصرحت به الإدارة الأمريكية عندما طلبت منهم إسرائيل بتوجيه ضربة استباقية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية و حزب الله في جنوب لبنان رفض الرئيس بايدن ذلك متحججا على أنهم لا يريدوا أن يفقدوا منتخبيهم من الشعب الأمريكي في حال قامت حرب إقليمية وفيها يذهب بعض الجنود ضحية لتلك الحرب في قواعدهم المنتشرة في دول الشرق الأوسط والقريبة من إيران ، ففي هذه الحالة سوف تتشكل معارضة ورفض كبيرين من قبل الرأي العام الأمريكي ضدهم وفيها سيفقدون تأييد الشعب الأمريكي لهم ويخسرون الانتخابات .
إذن هذا ما تأمله امريكا في انتخاباتها المقبلة ، فهمها الوحيد هو الفوز بالانتخابات وليذهب الجنود إلى الجحيم عند الانتهاء منها وكانهم يقول لسان حالهم عندما يكون الفوز حليفنا بعد ذلك نقيم الدنيا ولا نقعدها بالوقوف خلف إسرائيل اذا ارادت أن تتوسع في حربها لضرب محور المقاومة مثلما فعلت في ضرب ميناء الحديدة واغتيال اسماعيل هنية في إيران والسيد محسن ( فؤاد شاكر ) في لبنان رحمهما الله ، وعليه فالامريكان ومن لف لفهم لا يهمهم الإنسان وحياته عدى أنه بيدق يحرك للإستفادة منه وبعد ذلك يرمى إلى أتون الجحيم المهم يحقق لهم رغباتهم بالفوز وبعدها يستخدم كوقود في حروبهم المستعرة منذ أن وجدت أمريكا والى يومنا هذا لا يهدأ لها بال ولا يستقر الا بإثارة الفوضى في العالم من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه .
إذن على العالم العربي والإسلامي أن يفقه ويعي . أن أمريكا وغيرها من الدول التي تدعم الكيان الصهيوني لا يهمنا إلا مصالحها بالسيطرة على المنطقة واستغلال ثرواتها وجعل حكامها مطايا ليستخدمونهم في تنفيذ اجنداتهم لكي يبقوهم في أماكنهم مسلطين على شعوبهم المغلوبة على أمرها في التجهيل وضرب بعضهم بعضا بإثارة الفتن فيما بينهم لاضعافهم مرة بالطائفية ومرة وبالقومية ومرة في ترسيم الحدود وغيرها من الأمور التي تحقق مصالح الغرب ولتكون إسرائيل هي القوية والمسيطرة في المنطقة .
متى تعي الشعوب العربية والإسلامية أن حكامهم ليسوا سوى شواخص لاخافتهم وتكميم أفواههم ؟ وبسببهم تذهب أموالهم وثرواتهم إلى أمريكا وأوربا ليتنعموا بها ولا ينالهم الا الفقر والتخلف