أقيمت صلاة الجمعة السيد صادق الياسري، في جامع الإمامين العسكريين عليهما السلام بالبصرة.
وتحدث الإمام في خطبة الجمعة عن استقبال شهر محرم الحرام، وعن بعض الأدلّة المنقولة في لبس السواد.
وقال “لبسُ الحَسنان السواد على أبيهما بعد شهادته (ع) .
– وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج : وكان قد خرج الحسن بن علي (عليه السلام) إليهم ـ إلى الناس بعد شهادة أبيه ـ وعليه ثياب سود*”.
وتابع “ما جرى في الشام على قافلة سيّد الشهداء (عليه السلام)، بعدما أذِن لهم يزيد بالرجوع وطلبوا منه النوح على الحسين (عليه السلام): فلم تبقَ هاشميّة ولا قريشيّة إلاّ ولَبست السواد على الحسين وندبوه.
- لبس نسُاء بني هاشم السواد حُزناً على سيّد الشهداء (عليه السلام)، كما ورد ذلك في كتاب المحاسن للبرقي، بسنده عن عمر بن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: لمّا قُتل الحسين بن علي (عليه السلام) لبسنَ نساء بني هاشم السواد ، وكنّ لا يشتكينَ من حرّ ولا برد، وكان علي بن الحسين (عليه السلام) يعمل لهنّ الطعام للمأتم) ووجه الدلالة على الاستحباب وعلى رفع الكراهة: هو أنّ ذلك الفعل كان بإمضائه وتقرير الإمام المعصوم (عليه السلام)، إضافةً لدلالة الخبر على أنّ لبس السواد هو من شعار الحزن والعزاء على المفقود العزيز الجليل من قديم الزمان وسالف العصر والأوان، وكما هو المرسوم اليوم في جميع نقاط العالم”.
وأضاف الإمام أنه “قَالَ الرِّضَا 2 ( عليه السَّلام ) : “إِنَّ الْمُحَرَّمَ شَهْرٌ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُحَرِّمُونَ فِيهِ الْقِتَالَ ! فَاسْتُحِلَّتْ فِيهِ دِمَاؤُنَا ، وَ هُتِكَتْ فِيهِ حُرْمَتُنَا ، وَ سُبِيَ فِيهِ ذَرَارِيُّنَا وَ نِسَاؤُنَا ، وَ أُضْرِمَتِ النِّيرَانُ فِي مَضَارِبِنَا ، وَ انْتُهِبَ مَا فِيهَا مِنْ ثِقْلِنَا ، وَ لَمْ تُرْعَ لِرَسُولِ اللَّهِ حُرْمَةٌ فِي أَمْرِنَا .
إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا ، وَ أَسْبَلَ دُمُوعَنَا ، وَ أَذَلَّ عَزِيزَنَا بِأَرْضِ كَرْبٍ وَ بَلَاءٍ ، أَوْرَثَتْنَا الْكَرْبَ وَ الْبَلَاءَ إِلَى يَوْمِ الِانْقِضَاءِ .
فَعَلَى مِثْلِ الْحُسَيْنِ فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ ، فَإِنَّ الْبُكَاءَ عَلَيْهِ يَحُطُّ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ ” .
ثُمَّ قَالَ ( عليه السَّلام ) : كَانَ أَبِي إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لَا يُرَى ضَاحِكاً ، وَ كَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى يَمْضِيَ مِنْهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ ، وَ يَقُولُ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ”
قال : دخلت على الرضا (ع) في أول يوم من محرم فقال لي:
يا بن شبيب !.. أصائم أنت ؟.. فقلت : لا ، فقال : إنَّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا (ع) ربه عزَّ وجلَّ فقال :
{ رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدُّعاء } فاستجاب الله له ، وأمر الملائكة فنادت زكريا (ع) وهو قائم يصلي في المحراب :
{أنَّ الله يبشرك بيحيى} فمن صام هذا اليوم ، ثمَّ دعا الله عزَّ وجلَّ استجاب الله له كما استجاب لزكريا (ع) ، ثمَّ قال :
يا بن شبيب !.. إنَّ المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الأُمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (ص) ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته ، وسبوا نساءه ، وانتهبوا ثقله ، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً.
يا بن شبيب !.. إن كنت باكياً لشيء ، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (ع) فإنه ذُبح كما يُذبح الكبش ، وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيه ، ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره ، فوجدوه قد قُتل .. فهم عند قبره شعثٌ غبر إلى أن يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره .. وشعارهم يا لثارات الحسين (ع)!..
يا بن شبيب !.. لقد حدثني أبي عن أبيه ، عن جده (ع) أنه لما قُتل جدي الحسينصلوات الله عليه أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر.
يا بن شبيب !.. إن بكيت على الحسين (ع) حتى تصير دموعك على خديك ، غفر الله لك كل ذنب أذنبته ، صغيراً كان أو كبيراً ، قليلاً كان أو كثيراً.
يا بن شبيب !.. إنْ سَرّك أن تلقى الله عزَّ وجلَّ ولا ذنب عليك ، فزر الحسين (ع)
يا بن شبيب ! إنْ سَرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (ص) فالعن قتلة الحسين (ع).
يا بن شبيب !.. إنْ سَرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (ع) ، فقل متى ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً.
يا بن شبيب !.. إنْ سَرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا ، وافرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا ، فلو أن رجلاً تولّى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة.قال الصادق (ع) : من بات عند قبر الحسين (ع) ليلة عاشورا ، لقي الله يوم القيامة ملطخاً بدمه ، وكأنما قُتل معه في عرصة كربلاء
قلت للصادق (ع) : يا بن رسول الله !.. كيف سمّت العامة يوم عاشورا يوم بركة ؟.. فبكى (ع) ثمَّ قال :
لما قُتل الحسين (ع) تقرّب الناس بالشام إلى يزيد ، فوضعوا له الأخبار وأخذوا عليها الجوائز من الأموال ، فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم ، وأنه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن ، إلى الفرح والسرور والتبرُّك والاستعداد فيه .. حكَم الله بيننا وبينهم!”..
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية