اخبار اسلامية
أخر الأخبار

إقامة صلاة الجمعة بإمامة الشيخ جاسم الطرفي في جامع جنات النعيم

أقيمت صلاة الجمعة العبادية بإمامة فضيلة الشيخ جاسم الطرفي (حفظه الله)، في جامع جنات النعيم بكربلاء المقدسة.

 

واستهل الشيخ خطبته بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ٢١ النور

وقال الشيخ: لقد أطلقت المرجعية الشاهدة الرشيدة ضمن مبادراتها المستمرة، مبادرة تخص مناسبةَ زيارةِ النصف من شهر شعبان المبارك، وجوهر المبادرة يتضمن أن يكون لكل عام موضوع وعنوان من العناوين، يتوجه العمل على الترويج له ونشره ودعمه إن كان إيجابيا، أو مواجهتُه ومكافحتُه إن كان سلبيا، ويكون ذلك من خلال وضع الآليات المناسبة لتفعيل المبادرة وانجاحِها، خلال عام كامل.

وقد وجه سماحته بأن تكون مبادرة هذا العام متوجهة إلى موضوع مكافحة المخدرات، ليكون هذا العام عامَ مكافحة المخدرات، وتحت شعار: الإمامُ المهدي عج يستصرخ شيعتَه ( كافحوا المخدرات).

فعلى جميع المؤمنين وبالخصوص أبناء المرجعية الرسالية القيام بواجبهم، كلٌ حسب المسؤولية والموقع الذي يتواجد فيه.

أيها الأحبة
لقد أضحى أمرُ المخدرات وانتشارُها واحداً من أهم مهددات الانسان , ولقد أكدت البحوث العلمية مخاطر المخدرات البليغة، الأمرُ الذي أكدته الشريعة السمحاء قبل ذلك.

فالمخدرات أكبر مهدد لأمن الفرد والمجتمع على المستوى الروحي والاخلاقي والفكري والعلمي، والأمن والاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، واضحى الانسان الذي استخلفة الله لعمارة الارض في خطر عظيم منها.

فالمخدرات كالخمر كلاهما رجس من عمل الشيطان تذهبان بالعقل.

والمخدرات قد تكون أخطر من الخمر لأن أكتشاف المتعاطي لها ليس بوضوح شارب الخمر، وهي من الخبائث والذي يتعاطاها مخالف لأوامر الله تعالى وخاذل للقيادة النبوية كما هو الظاهر من الآية الكريمة قال تعالى{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الاعراف157)

وتابع الشيخ: أيها الأخوة الكرام
ان في تناول المخدرات هلاكاّ واضحاٌ من خلال آثارها التي أشرنا إليها في بداية الخطبة، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن إهلاك النفس فضلا عن إهلاك الآخرين كما هو واضح في قوله تعالى {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة 195).

وعليه فإن الإنفاق من أجل المخدرات إنفاق في سبيل الشيطان وهو ما يسخط الله تعالى.

كما أن المخدرات من خطوات الشياطين التي جاء النهي عنها، وهو ما نبه له الإمام الصادق عليه السلام في حديثه لرجل قال: انظر شرابك هذا الذي تشرب فإن كان يسكر كثيره فلا تقربن قليله _ على اعتبار أن قليله خطوة من خطوات الشياطين ثم قال سلام الله عليه_ فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام.

واستدل على حرمة المخدرات بمطلق قوله (ص) (كل مسكر حرام) على اعتبار صدقِ الإسكار المتحقق في تناوله.

والخمر والمخدرات يحجبان نشاط العقل الذي هو جوهرة عظيمه وهبها الله للانسان وميزه بها علي سائر المخلوقات.

العقل الذي هو مناط التكليف الشرعي، ولذا يسقط التكليف عن المجنون لفقدانه العقل …بالعقل نحقق العلم والكشف والرقي ولقد اثبت العلم الحديث اضراراً بليغة تقع على العقل بسبب المخدرات … فهي تدمر خلاياه الحية وتتلف المخ ونظام التفكير والقاعدة الشرعية تقول (لا ضرر ولا ضرار ).

وقد ذم جل وعلا أولئك الذين يتعاطون الخمر والمخدرات بقوله تعالى { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (الفرقان 44)

وبناء على هذا فإن الحكم الشرعي للمخدرات هو الحرمة كالخمر، لاتحادهما في علة الحكم وهي الإسكار أو لما في المخدرات من الأضرار الفردية والاجتماعية أو لا أقل لِما في تناول المخدرات من الأضرار الفردية والاجتماعية إذا نظرنا للحكم بالعنوان الثانوي.

وإذا أردنا الحديث عن مخاطر المخدرات وأسبابها وأعراضها ومعالجتها وعواقبها فنحتاج إلى وقت أطول.
ولذا يفترض أن تقوم الجهات ذات العلاقة بإقامة البرامج والدورات التقيفية لمكافحة المخدرات، وهي كثيرة والوقت لا يسعفنا لذكرها الآن.
أيها الأحبة :
إن ضرر المخدرات على الفرد المتدين واضح، فإنها تصد عن الصلاة وتصد عن ذكر الله، ومتعاطي المخدرات لا يراعي الاخلاق التي جاء رسولنا الكريم (ص) لاكمالها.

وكما أن ضررها على الأنفس في غاية الوضوح، وجرائم القتل التي تعرض عبر مواقع التواصل بإعتراف أصحابِها سببُها المخدرات.

تلك النفس التي امر الله بحمايتها وعظم حرمتها قال رسول الله (ص) (حرمة النفس عند الله اعظم من حرمة الكعبة ).

والمخدرات أحد اسباب قتل النفس وقتل الآخرين والتي حرم الله الا بالحق قال تعالى{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا }(الأسراء 33)
وقوله: { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}(النساء 29).

كما أن ضررها على المـــال يتضح من خلال أن هذه الأموال لا تصرف على مصالح الفرد بل يكون الصرف في غير محله، وهي أحد أسباب جرائم السرقة وفقدان اليد العاملة حيث تجعل المتعاطي عاجز عن العمل مما يضعف الأمن الأقتصادي القومي فضلا عن الفردي والأسري.

كما أن لها تأثيرا على الأعراض والنسل فقد اثبتت الدراسات الطبية الحديثة والإجتماعية ضررها من حيث وقوع الزنا بسبب المخدرات حتى مع المحارم، وجرائم الإغتصاب والتحرش الجنسي الذي أنتجته المخدرات يعترف بها حتى من دافعوا عن الحرية المنفلته وأخذوا يعانون منها.

والتقارير الطبية تؤكد تأثر دماغ الجنين بهذه المؤثرات الضارة التي تنتجها المخدرات.

كما أن المخدرات أحد أسباب التفكك الأسري

وأضاف الشيخ: لذا من موقع المسؤولية نوجه خطابنا التالي

١_ نحمل المسؤولية الكبرى للجهات الحكومية والسياسية المتنفذة أن عليهم أن يكونوا جادين في تجفيف منابع دخول المخدرات وأن لا تكون ورقة سياسية يستخدمها البعض لمصالح خاصة فإن عواقب هذه الجريمة خطيرة بل لعلها أخطر من الإرهاب اللعين ولا يستثني ضررها أحد
٢_ المطالبة بتوجيه العقاب الصارم والشديد بحق المتاجرين الذين يشكلون تهديدا داخل المجتمعات البشرية ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56] ٣_ على الجهات المعنية توفير بيئة التعافي للمتعاطي ومعاملته معاملة المريض ومنها توفير مصحات بدل السجون وإعادة إندماجه في المجتمع
٤_ على الدعاة والمربين توجيه الخطاب لأولياء الأمور بضرورة تحسين العلاقة مع الأبناء ومتابعتهم من باب الوقاية خير من العلاج
٥_ نوجه خطابنا للفئات المثقفة لأخذ دورهم في ملئ الفراغ الفكري والثقافي فالعقل الواعي لا يصل إلى المخدرات
والتواصل مع الفئات المتوقع وقوعها في فخ المخدرات وتنبيههم بخصوص مخاطرها وآثارها
الصحية، النفسية، الأسرية والإجتماعية، الأقتصادية، العلمية والثقافية كما أن لها أضرار على آخرة الإنسان.

وعلى الدعاة والمثقفين أن لا تكون فعالياتهم وأنشطتهم في المساجد وما شابه فقط، بل عليهم أن ينطلقوا للمدارس الثانوية والمعاهد والجامعات والأسواق والمقاهي لتحقيق الهدف المنشود وأن لا تكون فعالياتهم وأنشطتهم لغير محتاجيها فتكون برا في غير موضعه.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيببن الطاهربن

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى