مقالات
أخر الأخبار

إرهاب الشوارع

كتب إبراهيم سبتي: لم يعد الإرهاب هو ذاك الذي يقتل ويفجر ويهجر ويخلق الفتن، بل كل فعل للموت والقتل اليومي هو عمل إرهابي بحد ذاته. في الشوارع العامة والطرق الخارجية، ثمة إرهاب آخر يتربص بحياة الناس هو الموت دهساً بغياب العقل والحكمة والقانون، نعم الموت بالدهس اليومي بفعل السرعة الجنونية والتهور والرعونة واللامبالاة.

 

إنها السيارات الحديثة التي للأسف يقودها بعض المتهورين من الذين فقدوا الحكمة والعقل في قيادة عجلاتهم في الشوارع والطرق يدفع ثمنها الناس الأبرياء. إنها أعمال إجرامية تتكرر دون إتعاظ من الفعل الخطأ، لقد باتت تلك الحوادث المأساوية تأخذ أرواح الناس دون ذنب.

البحث عن أسباب تلك الحالة نجد أنها كثيرة ومتراكمة. أهمها هي الشوارع والطرق نفسها، إذ باتت غير صالحة لاستيعاب كثرة عدد السيارات. ولأنها بقيت على حالها منذ عشرات السنين دون صيانة أو تطوير أو تجديد.

إنها محنة أخرى تواجه المواطن الذي تحمّل أكبر من طاقته وهو يواجه الموت اليومي، إن كان في الخروق الأمنية أو في الدهس في الشوارع والطرق الخارجية. إن الحلول باتت ملحّة أمام الجهات المسؤولة، خاصة في ما يخص إصلاح الشوارع التي صارت قديمة وبالية وغير صالحة.

إلا أن العنصر المهم في حلحلة الوضع، هو سائق العجلة ذاته. إنه المسؤول عن ما يحدث بالتضامن مع آخرين وكأنهم يتفقون على إهدار أرواح الناس وإزهاق حياتهم بأفعالهم المرفوضة والرعونة الفائقة. التي تصاحب قيادتهم لعجلاتهم في الشوارع بفعل السرعة الفائقة والتهور وغياب العقل.

ولا نعرف لماذا الإصرار على السرعة القصوى داخل شوارع المدن رغم أنها مستخدمة من قبل المارّة بشكل يومي مستمر. اعتقد أن السرعة داخل الأحياء السكنية ستؤدي حتماً إلى حوادث قاتلة. هنا على الأجهزة المختصة أن تؤدي واجبها في تطبيق القانون للحد من هذا التهور الذي يرفضه الكل.

القانون هنا سيكون الفيصل في إيقاف هذه الظاهرة التي بدت تنتشر تؤججها ازدياد عدد العجلات وخاصة الحديثة. إضافة إلى عدم معرفة السائق بقواعد القيادة والسلوك الذي يجب إتباعه في الشارع. إن تطور الأمم يقاس أولاً بجودة الطرق وثانياً بإجادة السياقة والحفاظ على أرواح الناس.

ومن الغريب أن شوارعنا أظهرت لنا بعض المشاهد، التي لم نكن نعرفها من قبل منها مثلاً، التحدث بين سائقين يقودان عجلاتهما بقرب بعضهما ويستغرقان في الحديث وهما يسيران على مهلهما، تاركين العجلات خلفهما يستبد بهم الغضب وتتعالى أصوات الأبواق دون أن يرمش لهما أي جفن. إنها حالات سلبية يجب على المواطن هو من يمنع نفسه من الوقوع في دائرة الخطأ والملامة.

إذن يقظة العقل والضمير هما من يدفعان إلى التصرف الصحيح وبالتالي الفعل الإيجابي في الشارع. مع ذلك إن تطبيق القانون هو الفيصل في سبر أغوار الحوادث التي ازدادت وازدادت معها معاناة الناس كموت مخفي يظهر في أية لحظة ويفاجئ الجميع. إنها مناشدة للحفاظ على أرواح الناس من خلال تحكيم العقل والحكمة وتطبيق القانون.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى