كتب نوزاد حسن: أيام قليلة بقيت ونصل إلى يوم العاشر من تشرين الأول وهو يوم الانتخابات، التي سعت حكومة الكاظمي لتحقيقه.
وبمتابعة سريعة لمواقع التواصل والفضائيات والتقارير الإخبارية يمكننا معرفة أن الموقف من هذه الانتخابات ينقسم إلى ثلاثة مواقف. الأول مشارك والثاني مقاطع والثالث رافض.
وهذا الأخير قرر أن يذهب إلى الدائرة الانتخابية لينفذ قراره بمعاقبة المرشحين جميعاً بطريقته الخاصة, وهي شطب استمارة الترشيح وحرقها.
أما بالنسبة إلى الطرف الأول فلديه قناعة بأن المشاركة حق طبيعي لا يمكن أن يتخلى عنه الإنسان. في حين أن المقاطع يعتقد أن هذه الانتخابات لن تغير شيئاً من الواقع. لذا فالمقاطعة هي موقف أخلاقي وقرار صائب جداً في اعتقاد جميع المقاطعين.
الآن لن يهمنا الطرف المقاطع للانتخابات ولا الطرف الرافض لها. هناك الطرف المشارك الذي يجد نفسه أمام مسؤولية كبيرة في اختيار من يستحق صوته. وهذه ليست قضية صعبة إن كانت نية الناخب وطنية وغير ملوثة بقصة الامتيازات والجاه والقيادة.
من السهولة جداً أن يتبع الناخب إحدى القواعد الأخلاقية التي رفعت في كل مكان, وصرنا نكررها بحيث ترسخت لدينا. وإذا اتبع الناخبون وساروا على طريق هذه القواعد الأخلاقية فستكون النتائج طيبة.
لدينا مثلاً قاعدة: المجرب لا يجرب, لدينا أيضاً قاعدة: حاسبوا الفاسدين. لدينا قاعدة: رفض المحاصصة, وقاعدة أخرى: الوطن أولاً. هذه ليست عبارات نتداولها يومياً كما لو كانت تقال لجعل الكلام يبدو ثورياً.
هذه قواعد أخلاقية لها نتائج سياسية أن تمسك بها الناخبون جميعاً. من هذه القواعد يولد الحس السياسي السليم. أما اذا خالفناها فلن نكون سوى أداة تمشي على قدمين. وسنخسر كل شيء. ولا أظن أن معاناة الأعوام الماضية مع أنها أعوام جرت فيها انتخابات وكتب فيها دستور ووجدت فيها أحزاب. إلا أنها كانت سنوات صعبة أرهقت المواطن, وحولته إلى إنسان غريب يعاني من دون أن ينتبه أحد لمعاناته.
قد يكون كلامي رومانسياً جداً وحالماً أيضاً، لكن رفض الفاسدين هو أفضل مبارازة, وأقوى لكمة يوجهها المواطن البسيط لجميع الفاسدين.
هل أقول إن التشاؤم عندنا مصدره السياسة؟ سيتفق معي الكثيرون. وعلى هذا الأساس نظر المقاطعون إلى يوم التصويت وكأنهم ينظرون إلى حادثة خطرة أو ممارسة غامضة محسومة النتائج. كما حدث في انتخابات عام (2018).
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية