مقالات
أخر الأخبار

أشكالية سدود تركيا العملاقة

كتب عادل جميل: شيدت تركيا 21 سدا خمسه منها على نهر الفرات وسبعة عشر على نهر دجله في حوض مابين النهرين ألأعلى.

 

منها الصغيره نسبيا والعملاقه وتتراوح الطاقة التخزينيه القصوى في السدود الصغيره مايقرب من المليار متر مكعب لكل سد بينما تتراوح الطاقه التخزينيه في السدود العملاقه عند ملئها بين 10 الى 48 مليار متر مكعب . وانشأت هذه السدود لتوفير مياه الري والطاقه لمساحات شاسعه اغلبها جرداء في الجنوب الشرقي من تركيا.

ويعتبر سد اتاتورك من اكبر السدود التي انشأت على نهر الفرات في مدينة بوزوفا, ويعد السادس بين السدود العملاقه في العالم من حيث الحجم والثالث في تركيا بعد بحيرة طوز وبحيرة فان. وتبلغ طاقته الأستيعابيه 48.7 مليار متر مكعب. ويقع هذا السد في منتصف اربع سدود عامله وهي سد كراكايا, سد كيبان, سد كاركاميس, وسد بيرسك اضافه الى سدين اخرين تحت الملأ والأنشاء والجدبر بالذكره بأن الطاقه التخزينيه لهذه السدود تقدربعشرات المليارات من الأمتار المكعبه, وكلها تأخذ مائها من نهر الفرات وتضخه الى الأراضي التركيه عبر شبكه من الترع والقنوات الأصطناعيه.

والكتله المائيه المهوله المحشوره في هذه السدود تفوق كمية المياه السنويه المتوقعه في نهر الفرات البالغه 35.9 مليار متر مكعب. وكانت الكتلة المائيه تتوزع على طول نهر الفرات البالغ 2800 كم من المنبع الى المصب لكن المصمم التركي حبس الجزء الأكبر من مياه الفرات في مساحات محدوده وغير المسار الطبيعي للنهر وتجاهل قوانين الطبيعه وحول حوض الفرات في العراق وسوريا من ارض رسوبيه رخوه الى اراض شبه جافه صلده والعكس تماما حصل في تركيا.

والسد العملاق الثاني هو سد اليسو على نهر دجله على حدود محافظتى ماردين وسرناك في جنوب شرق تركيا قرب مدينة ديار بكر وتبلغ طاقته الاستيعابيه 10.4 مليار متر مكعب وهو ثاني اكبر سَد في تركيا من بين 17 سدا تقرر اقامتها على نهر دجله وكما يقول احد المهتمين بشؤون البيئه ان اكتمال السبعة عشر سدا يعد بمثابة المسمار الأخير في نعش نهر دجله واهوار مابين النهرين في جنوب العراق.

وليس من حق احد الأعتراض على المشروع الكبير الذي بدأت به الحكومه التركيه لتطوير جنوب شرق بلادها ولكن ليس على حساب الأخرين كما هو حاصل. وقد بدء العمل بالمشروع وازدادت وتيرة العمل في تسعينيات القرن المنصرم وتم فعليا انشاء وملئ 21 سدا على نهري دجله والفرات دون مراعاة لما ألت اليه الأوضاع في العراق وسوريا. وبعد اكتمال السدود وملئها حشرت المياه في منطقه محدوده تعرف بنشاطها الزلزالي ولا ادري لم تجاهل القائمين على المشروع هذه الحقيقه العلميه المعروفه منذ عقود خلت.

 

وكما هو معروف أن الطبيعه ترفض ومنذ الأزل التلاعب الحاد في تضاريسها وهي تقاوم وتعاقب كل من يتجاوز على قوانينها .وكل مخلوق كبر او صغر له دور مرسوم من قبل الخالق جلت قدرته. فكما ان وجود بعض الحشرات والحيوانات والطيور الضاره جزء مهم من قانون التكافل البيئي كذلك الأراضي القاحله وكل التضاريس من انهار وبحار ومحيطات وسهول وهضاب وصحاري لها جميعا دور اساس في ديمومة التوازن الأرضي ومن ثم التوازن الكوني.

وقد جلب الانسان الويلات على نفسه حين تجاهل قوانين الظبيعه. فمرض الأيدز ومرض فلاونزا الطيور و فلاونزا الخنازير وجنون البقر اضافة الى فايرس كوفيد واخواته كلها ويلات سببها الأنسان حين تلاعب بقوانين الطبيعه والنظام الجيني للبشر والكائنات الحيه الأخرى. وكما هو معروف ان الخالق الأعلى شاء ان تحفظ توازنات الكون قوانين رياضيه دقيقه تتحكم بكل الظواهر الطبيعيه واي خلل قي تلك القوانين يسبب مانسميه نحن البشر بالكوارث الطبيعيه. ولست هنا يصدد طرح مقترحات لتجنب حدوث الزلازل ولكن بصدد الحث على احترام قوانين الطبيعه واخذ الأحتياطات الممكنه لتقليل خسائر الكوارث الطبيعيه.

الزلزال الاخير ليس عقوبه كما يدعي البعض وانما هو ظاهره طبيعيه عايشها الانسان منذ الازل والتقدم العلمي والتكنولوجي الكبير مكن الأنسان من معرفة المناطق الحرجه التي تقع ضمن النشاط الزلزالي والفوالق ومناظق الصدع ومواقع الكتل التكتونيه ومحل تلاقيها وتصادمها والعوامل المساعده لتسريع حدوثها وحجم الاضرار التي تسببها ان ازفت الساعه.

وتلك حقائق علميه ثابته كان ينبغي عدم تجاهلها عند الشروع بتحديد اماكن وأحجام السدود وخصوصا العملاقه منها. وهنا لابد من الأشاره بأن الكثير من خبراء الزلازل والفلكيين والجيلوجيين اشارو دون لبس ان بأمكان الانسان تقليل الخسائر عندما يحترم قوانين الطبيعه ويكفي ان نذكر بأن ألأتحاد الأوربي قد اعترض على اماكن السدود وأحجامها ومنع عنها الدعم المادي والعلمي وخصوصا سد اتاتورك وسد اليسو اضافه الى ذلك وتوجد دراسات رصينه لبعض الجيلوجيين الأتراك الذين نبهو الى تعاظم اخطار الزلازل في التربه الرخوه .ولكن ماحصل في جنوب شرق تركيا وتحديدا في حوض مابين النهرين الأعلى هو تجاهل تام لقوانين الطبيعه والحقائق العلميه المعروفه. فالتدخل الحاد وتغيير جريان المياه في الأنهار وتحويل الاراضي الجرداء الى اراض زراعيه رخوه وحبس كتل مائيه ضخمه في اخطر حزام زلزالي هوخطء صارخ لايمكن تجاهله. والضروره تقتضى

اولا: خفض مناسيب المياه في السدود التركيه الى النصف وخصوصا في السدود العملاقه لما سببته كتل المياه الحبيسه من ثقل هائل ادى الى تغيير كبير في طبيعة الأراضي المقامه عليها من صلبه الى رسوبيه رخوه وهذا التغيير ساعد في مضاعفة الأخطار.

ثانيا: التحول من البناء العمودي الى البناء الأفقي في المناطق التي تقع ضمن مناطق النشاط الزلزالي المعروفه ومحاولة تقليل الأثقال المائيه وغيرها على الأراضي الرخوه (وربنا يستر من تدمير السدود)

ثالثا: احترام قوانين الطبيعه وعدم المساس الحاد بالتوازنات الكونيه فأن اي خلل في تلك التوازنات سوف يعاظم من اخطار الزلازل ولربما يفجر السدود وتحل الكارثه الكبرى والضروره تقتضي اطلاق سراح المياه المخزنه في السدود وجعل المياه تنساب في نهري دجله والفرات كما اقتظت طبيعة الأشياء

رابعا: البدء بحمله دبلوماسيه نشطه من قبل العراق وسوريا المتضرره من حبس مياه دجله والفرات واشهار القوانين الدوليه التي تضمن حقوق الدول المتشاطئه والتوزيع العادل للمياه

خامسا: حث المتخصيين في علم الجيلوجيا والفلك والبيئه والقانون الدولي من العرب وخصوصا العراقين والسوريين للقيام بأنجاز ابحاث ونشاطات علميه رصينه تناقش طبيعة التربه في مناطق النشاط الزلزالي والاثار السلبيه التي تجلبها عملية تجاهل قوانين الطبيعه على الجميع.

واخيرا لابد ان نذكر اخوتنا الأتراك في الدين والتأريخ بأن نهري دجله والفرات يحتضران بسبب اخطاء المصمم التركي ولنا الحق كما للجميع في التمتع بما حباه الله تعالى لنا كبشر املا ان لا تتحول الأخوه العربيه التركيه الى خصومات وعداء شرس يخسر به الجميع ويشحذ خيارات غير محموده الأسوء منها المقاطعه الأقتصاديه. (وتعاونوا على البرالتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان ) والله من وراء القصد.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى