تعتبر آلام أسفل الظهر المزمنة، سبب رئيسي للإعاقة في جميع أنحاء العالم، لأنها تؤثر على القدرات البدنية للأشخاص، والنوم والمشاركة في العمل والمدرسة.
وأوضحت الدكتورة يوكا سومي، مسؤولة بوحدة الشيخوخة والصحة في منظمة الصحة العالمية، أن “هناك علاجات. لا تؤدي إلى نتائج إيجابية ويجب أن يتعلم المريض، كيفية التعامل مع آلام أسفل الظهر”.
سبب رئيسي للإعاقة
وأضافت، أن “التقديرات تشير إلى أنه في عام 2020، كان 1 من كل 13 شخصاً يعاني من آلام أسفل الظهر. وبحلول عام 2050، سيتأثر عدد أكبر من الأشخاص، خاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. حيث يتزايد التعداد ويعيش المواطنون لفترة أطول”.
وأكدت الطبيبة، أنه “من المهم أن يتم إدراك أن آلام أسفل الظهر يمكن أن تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار. ويمكن أن تؤثر آلام أسفل الظهر، بشكل سيئ على الصحة ونوعية الحياة. إذ يمتد تأثيرها إلى القدرة البدنية وجودة النوم، وإمكانية المشاركة في أي أنشطة في المدرسة والعمل. والمنزل والحياة الاجتماعية، مما يجعل آلام أسفل الظهر، سبباً رئيسياً للإعاقة”.
وحول ما إذا كان الجميع سيصابون بمشاكل أسفل الظهر. في مرحلة ما من العمر، أفادت الطبيبة، بأنه “يمكن للبعض تحقيق شيخوخة صحية. بمعنى أن آلام أسفل الظهر، ليست حتمية بالنسبة للجميع”.
تلبية احتياجات المريض
بيّنت سومي، أن “علاج آلام أسفل الظهر، يجب أن يأخذ في الاعتبار احتياجات وقيم المريض وتفضيلاته. إذ يمكن أن يكون من المهم بالنسبة لمريض ما. اصطحاب حفيده أو الذهاب للمشي لمسافات طويلة أو مجرد الحصول على نوم جيد. أثناء الليل، ويجب أن يعطي العلاج الأولوية له للقيام أو الاستمرار في القيام. بكل ما هو مهم بالنسبة له”.
وتابعت، أنه “يمكن أن تشمل العلاجات المحددة على الرعاية الذاتية الفعالة والعلاجات الفيزيائية. مثل التمارين الرياضية والتدليك والعلاجات النفسية. التي يمكن أن تساعد على التركيز على ما يمكن القيام به، وليس على الألم، والأدوية المضادة للالتهابات”.
وأكملت الطبيبة، أنه “كما أن هناك أدلة على أن بعض العلاجات لا تحقق نجاحاً، فعلى سبيل المثال. إن العلاجات اليدوية مثل الجر أو بعض العلاجات الكهربائية مثل الموجات فوق الصوتية. واستخدام التيار الكهربائي والتقويم القطني وبعض الأدوية. يمكن ألا تجدي نفعاً، مثل مضادات الاكتئاب ومرخيات العضلات”.
نصائح أساسية
وأشارت سومي، إلى أنه “حتى لو كان الشخص يعاني من آلام أسفل الظهر المزمنة، فمن الممكن تماماً. أن يستمر في القيام بالأشياء التي يحبها، وتشمل بعض النصائح الأساسية. أن يكون في المقام الأول واثقاً من عموده الفقري وقدرته على دعم أنشطته”.
ولفتت، إلى أن “الألم لا يعني بالضرورة أن العمود الفقري تالف، وفي الواقع إن العمود الفقري. هو أحد أقوى الهياكل في الجسم، إذا لم يكن الشخص متأكداً أو كان بحاجة إلى إرشادات. فيمكنه مراجعة الطبيب المعالج للحصول على المشورة، ويجب تعلم كيفية إدارة النوبات. وضبط وتيرة النشاط، ويمكن أن تحدث النوبات من وقت لآخر، وهذا لا يعني بالضرورة. أن الشخص يلحق الضرر بعموده الفقري”.
ونوهت الطبيبة، إلى أن “الاستمرار في ممارسة التمارين البدنية أو استئنافها تدريجياً. وينبغي أن تبدأ بكثافة منخفضة لفترات زمنية قصيرة، ويمكن أن يساعد النشاط البدني في التغلب على آلام أسفل الظهر المزمنة. وفي نهاية المطاف، من الضروري مناقشة آلام أسفل الظهر المزمنة بشكل مفتوح مع الطبيب المعالج. بما يشمل الصحة العقلية والسياق الاجتماعي، حتى يتمكن من مساعدة المريض في تحديد خيارات العلاج المناسبة. التي يمكن الاتفاق عليها، والتي ستعمل بشكل أفضل بالنسبة له”.